الأربعاء 29 شوال 1445 ﻫ - 8 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دراسة تحسم الجدل ..تجدد عدوى كورونا "أمر ممكن"

يتساءل الكثيرين حول إمكانية تجدد العدوى بفيروس كورونا المستجد ، فمنذ بداية تفشي الوباء علماء المناعة والفيروسات يحاولون الإجابة عن هذا التساؤل ، لأنه في نهاية الأمر حتى الفيروسات التي تسبب نزلات البرد لدى الإنسان تعود لتظهر مجددا بعد فترة من الزمن تكون فيها الأجسام المضادة التي أنتجها الجسم قد تراجع عددها أو اختفت.

ويقول الكاتبان هيرفي موران وفلورنس روزييه في تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية إن الكثير من حالات تجدد العدوى بفيروس كورونا المستجد باتت تثير شكوكا بشأن قدرة الدفاعات المناعية للجسم على توفير حماية طويلة المدى، وتطرح تساؤلات بشأن إستراتيجيات التلقيح الملائمة من أجل مجاراة هذه الطفرات التي يشهدها الفيروس.

ويؤكد الكاتبان أن ظاهرة تلاشي الأجسام المضادة لفيروس كورونا لوحظت في العديد من الدراسات العلمية، ولا يزال الجدل قائما بين الباحثين بشأن قدرة بعض أشكال المناعة الأخرى، خاصة بعض أنواع كريات الدم البيضاء على تذكر الفيروس، والاحتفاظ بالقدرة على تفعيل نفسها والتصدي له حتى بعد وقت طويل.

وتظهر بعض الحالات التي تم رصدها مؤخرا تواصل وجود الفيروس في أجسام بعض المرضى، وهو ما يطرح احتمالين: إما أنهم أصيبوا مرة ثانية بالعدوى، أو أنهم لم يشفوا أصلا من فيروس كورونا في المرة الأولى.

ومؤخرا، تم قطع هذا الشك والإجابة بشكل نهائي عن هذا السؤال، حيث أثبت فريق من الأطباء والباحثين في جامعة هونغ كونغ بشكل قاطع أن تجدد العدوى أمر ممكن.

وفي الدراسة التي نشرت يوم 25 أغسطس/آب الجاري في مجلة الأمراض المعدية السريرية، وصف الدكتور كووك يونغ يوان وزملاؤه حالة رجل من هونغ كونغ يبلغ من العمر 33 عاما ثبتت إصابته بسلالتين مختلفتين من فيروس كورونا، بفارق زمني بين الإصابة الأولى والثانية يبلغ أربعة أشهر ونصف الشهر.

وتم التبليغ أيضا عن حالات مماثلة من تجدد العدوى في أوروبا، لكن حتى الآن لم يتم إخضاعها لدراسات علمية مفصلة تنشر في المجلات المختصة، وأحد هؤلاء هو مريض هولندي مسن يعاني من ضعف جهازه المناعي، تحدثت عنه عالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانس من جامعة روتردام.

حالة أخرى هي لمريضة بلجيكية تحدث عنها عالم الفيروسات مارك فان رانست من جامعة لوفان، وظهرت عليها أعراض خفيفة جدا في المرة الأولى، ثم أصيبت مجددا بعد 3 أشهر.

ويرجح العلماء أن الأجسام المضادة التي طورها جسمها في المرة الأولى لم تكن كافية للوقاية من عدوى جديدة بسلالة مختلفة قليلا عن الأولى، ولكن رغم ذلك فإن العدوى الأولى ساهمت في تخفيف الأعراض في المرة الثانية.