الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رخيص وفعال.. لقاح جديد مضاد لكورونا من بيض الدجاج

تتواصل الجهود من أجل تصنيع المزيد من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، الذي تجاوزت إصاباته حاجز 133 مليون شخص حول العالم .

ودخل لقاح جديد ضد “كوفيد-19” مرحلة التجارب السريرية في البرازيل والمكسيك وتايلاند وفيتنام، وقد يغيّر طريقة تعامل العالم مع الوباء، فما هو؟ وكيف يعمل؟

أُطلق على اللقاح اسم “إن دي في-إتش إكس بي-إس” (NDV-HXP-S)، ومن المنتظر أن يُنتَج بكميات كبيرة وتكاليف أقلّ بكثير من اللقاحات المرخص لها حاليا.

ففي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية، يقول الكاتب كارل زيمر إن اللقاحات الحالية، مثل لقاحي “فايزر” (Pfizer) و”جونسون آند جونسون” (Johnson & Johnson)، تُنتج في مصانع متخصصة باستخدام مكونات يصعب الحصول عليها. في المقابل، يمكن إنتاج كميات كبيرة من اللقاح الجديد من بيض الدجاج، وهو البيض الذي يُنتج مليارات لقاحات الإنفلونزا كل عام في المصانع في شتى أنحاء العالم.

وإذا ثبت أن اللقاح الجديد آمن وفعال، فمن المحتمل إنتاج أكثر من مليار جرعة سنويا. وقد تتمكن الدول الفقيرة التي تكافح حاليا للحصول على اللقاحات من الدول المتقدمة، من صنع لقاح (NDV-HXP-S) بنفسها أو الحصول عليه بتكلفة منخفضة من الدول المجاورة.

ومن المنتظر أن تنتهي المرحلة الأولى من التجارب السريرية في يوليو/تموز المقبل، وستستغرق المرحلة النهائية أشهرا عدة أخرى. وقد عززت التجارب على الحيوانات المحصنة الآمال في فعالية اللقاح.

وآلية عمل اللقاحات هي تعريف الجهاز المناعي بفيروس جديد بما يكفي لتحفيز دفاعات الجسم على مقاومته. وتحتوي بعض اللقاحات على فيروسات كاملة ميتة؛ ويحتوي بعضها الآخر على بروتين واحد فقط من الفيروس. وداخل بعض اللقاحات تعليمات وراثية يمكن لخلايانا استخدامها لصنع المضادات الفيروسية.

تعلّم صنع الأجسام المضادة

بمجرد التعرض لفيروس أو جزء منه، يمكن لجهاز المناعة أن يتعلم صنع الأجسام المضادة التي تهاجمه، كما يمكن أن تتعلم الخلايا المناعية كيفية التعرف على الخلايا المصابة وتدميرها.

وفي حالة فيروس كورونا، فإن أفضل ما يمكن أن يفعله جهاز المناعة هو استهداف البروتين التاجي الذي يغطي سطح الفيروس، والمعروف باسم بروتين السنبلة أو “سبايك” (Spike).

لكن حقن البشر ببروتينات سبايك الخاصة بفيروس كورونا ليس أفضل طريقة للتطعيم والحماية من الوباء، وذلك لأنها تتخذ أحيانا الشكل الخطأ، وتحثّ الجهاز المناعي على صنع أجسام مضادة غير ملائمة لمقاومة كورونا.

وعمل على تقنية اللقاح الجديد جيسون ماكليلان، وهو أستاذ مشارك في جامعة تكساس في أوستن، مع اثنين من علماء الأحياء بجامعة تكساس، إيليا فينكلشتاين وجنيفر ماينارد، عملوا على تطوير 100 بروتين سبايك معدّل.

وبتمويل من مؤسسة غيتس اختبروا كل هذه البروتينات وفحصوا النتائج، وابتكروا في النهاية بروتينا واحدا يلبّي المتطلبات لتطوير لقاح أكثر فعالية. والتركيبة التي توصل إليها العلماء اسمها “سبايك هيكسابرو” (spike HexaPro).

وأعرب الدكتور ماكليلان عن أمله أن تصل اللقاحات القائمة على بروتين هيكسابرو إلى مزيد من بلدان العالم، خاصة الدول ضعيفة الدخل التي لم تتلقّ حتى الآن سوى جزء ضئيل من إجمالي شحنات اللقاحات المرخصة.

وتعمل جامعة تكساس حاليا على تسهيل ترتيبات الترخيص لبروتين “هيكسابرو”، والسماح للشركات والمختبرات في 80 دولة من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل باستخدام هذا البروتين في تطوير لقاحاتهم دون أي رسوم.

بدورها، تسعى منظمة “باث” (PATH) منذ مدة إلى مساعدة الدول غير الغنية على الحصول على لقاحات “كوفيد-19″، وكانت تبحث عن اللقاح المناسب الذي يمكن لهذه الدول أن تنتجه بمفردها.