الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

علاج يخفض نسبة احتمال تشخيص الأطفال الذين يعانون من علامات التوحد بنسبة الثلثين

ترجمة "صوت بيروت إنترناشونال"
A A A
طباعة المقال

وجدت دراسة جديدة مهمة أنّ الأطفال أقل عرضة للتشخيص بالتوحد إذا شارك آباؤهم في علاج قائم على الفيديو.

وجاء في مقال ترجمه “صوت بيروت إنترناشونال”: وأشاد الخبراء بالنتيجة “التاريخية”، التي تشير إلى أنّ التدخل عندما يكون الدماغ لا يزال طيعاً يمكن أن يحسّن التنمية الاجتماعية.

يتضمن العلاج، المسمى iBASIS-VIPP، تصوير طفل يعاني من علامات مبكرة على وجود اضطراب طيف التوحد والتفاعل بين والديه.

ثمّ يقوم الآباء بعد ذلك بمشاهدة مقاطع مع أخصائي لمناقشة أفضل الطرق لمساعدتهم على تطوير نمو طفلهم.

تم نشر الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة مانشستر وجامعة غرب أستراليا، في JAMA Pediatrics.

لا يتم تشخيص الأطفال عادة بالتوحد حتى بلوغهم الثالثة.

في حين حوالي واحد من كل 50 طفلاً يعانون من طيف التوحد.
يجد الأطفال المصابين بالمرض، صعوبة في الاتصال بالعين، أو فهم كيف يشعر الآخرون، أو يكون لديهم اهتمام كبير بموضوعات معينة. قد يتطلب الصغار الذين يعانون من التوحد وقتاً أطول لاستيعاب المعلومات، أو تكرار الأشياء.

يقوم الأطباء بتشخيص الاضطراب من خلال تقييم تطور الأطفال، مثل: الوقت الذي بدأوا فيه بالكلام، ومشاهدة كيفية تفاعلهم مع الآخرين وقراءة التقارير التي ترسلها الحضانة أو المدرسة.

على مدار أربع سنوات، فحص المسعفون 103 أطفال في أستراليا تتراوح أعمارهم بين تسعة إلى 14 شهراً أظهروا علامات مبكرة للتوحد.
يمكن أن تشمل هذه العلامات لدى الأطفال: عدم الابتسام، أو الاتصال بالعين أو الرد على أسمائهم.

تلقى خمسون طفلاً 10 جلسات علاج بالفيديو إلى جانب الرعاية الطبيعية، والتي تعتمد على ما أوصى به الطبيب. لم يعط الآخرون أي شيء سوى العلاج التقليدي.

في جلسات iBASIS-VIPP، ساعد الخبراء الآباء على فهم قدرة أطفالهم حتى يتمكنوا من فهم كيفية مساعدتهم على التطور الاجتماعي.

قيم الخبراء كل طفل في بداية ونهاية الدراسة وعندما كان عمرهم اثنين وثلاثة سنوات.

وشملت التقييمات فحوصات متعمقة لاهتماماتهم وما إذا كانوا يستجيبون لاسمهم عندما يتم استدعاؤهم وتعبيرات الوجه المختلفة.
أظهرت النتائج أنّ الأطفال الذين يتلقون العلاج الإضافي كانوا أقل عرضة بنسبة 68 في المائة لتلبية معايير التشخيص لمرض التوحد في سن الثالثة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت أعراض التوحد، والتي يمكن أن تشمل عدم القدرة على التركيز على كائن ما أثناء تحركه وبالطء في الكلام، أقل حدة بنسبة 28 في المائة.

وقال الخبراء أنّ الأطفال الذين شاركوا في التجربة لا يزالون يواجهون صعوبات في النمو، لكنّ iBASIS-VIPP يمكن أن يدعمهم خلال سنواتهم الأولى.

إنّ النتائج تدعم تجربة أصغر للعلاج القائم على الفيديو في المملكة المتحدة، والتي شهدت فوائد مماثلة للأطفال. وقال الخبراء أنّ ذلك منحهم المزيد من الثقة في “واقع النتائج”.

حاولت علاجات التوحد السابقة استبدال الصعوبات التنموية للطفل بسلوكيات “نموذجية” أكثر. لكن iBASIS-VIPP يسمح للطفل بالتعلم بأفضل طريقة مناسبة له، كما قال الباحثون.

وقال الخبراء أنّ دراسة المتابعة للمشاركين ستكون “حاسمة” لتحديد ما إذا كانت هناك تأثيرات طويلة الأمد من العلاج.

يُستخدم العلاج بالفيديو بالفعل في المملكة المتحدة لآباء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات والذين هم في الرعاية بالتبني، للمساعدة في تلبية احتياجاتهم العاطفية والنفسية.

وقال البروفيسور جوناثان غرين، طبيب نفساني للأطفال في جامعة مانشستر: “يعمل iBASIS-VIPP مع الاختلافات الفريدة لكل طفل ويخلق بيئة اجتماعية حول الطفل والتي تساعده على التعلم بالطريقة الأفضل له.

“هذا هو أول دليل على أنّ التدخل الوقائي خلال مرحلة الطفولة يمكن أن يؤدي إلى مثل هذا التحسن الكبير.”

وأضاف البروفيسور جرين: “لا يزال الأطفال الذين يقعون تحت عتبة التشخيص يواجهون صعوبات في النمو. ولكن من خلال العمل مع اختلافات كل طفل، بدلاً من محاولة مواجهتها، فإنّ العلاج قد دعم نموهم بشكل فعال من خلال الطفولة المبكرة”.

“مع هذا العلاج نحن نقدم الدعم قبل إعطاء التشخيص، والآباء يريدون ذلك بأغلبية ساحقة”.

“إنّ هذا الدليل يمكن أن يكون له تأثير هائل على الممارسة السريرية والصحة العامة، وذلك لأنّ عدداً قليل فقط من التجارب السريرية لديها مثل هذه الإمكانات”.

وقال البروفيسور أندرو وايتهاوس، من جامعة غرب أستراليا، إنّ الآثار المترتبة على النتائج “هائلة”.

وقال: “التدخلات التي تبدأ خلال العامين الأولين من الحياة، عندما يتمّ ملاحظة العلامات الأولى لاختلاف النمو ويتطور الدماغ بسرعة، قد تؤدي إلى تأثير أكبر على النتائج التنموية في مرحلة الطفولة اللاحقة.”
“إنها لحظة تاريخية حقيقية لأبحاث صحة الطفل”.

“هدفنا هو فهم نقاط القوة والتحديات لكل طفل حتى نتمكن من دعم ورعاية القدرات الفريدة التي يجلبونها إلى هذا العالم بشكل أفضل”.

“هذه خطوة مهمة إلى الأمام فيما نأمل أن يكون ذلك فرصة لتطوير نماذج سريرية جديدة تستخدم التدخل المبكر جداً على الأطفال الذين يظهرون علامات سلوكية مبكرة للتوحد.”