الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كيف تحسّن صحة جهازك التنفسي عند إصابتك بفيروس "كورونا" المستجد

يعتبر فيروس “كورونا” المستجد من الأمراض التنفسية، مما يعني أنه إذا كان الشخص مصاباً، فإنّ حالة جهازه التنفسي هي إحدى أهمّ العوامل المحددة لكيفية التعامل مع المرض.

في البداية  من المهم أن تفهم كيف يهاجم الفيروس رئتيك.

فعندما يصاب الناس بالفيروس، ينتقل أولاً الفيروس إلى الأغشية المخاطية ثم إلى الرئتين. و للسيطرة على العدوى، يستجيب الجسم عبر التهاب في الرئتين. وهذا الالتهاب يمنع الرئتين من أن تكون قادرة على تزويد الدمّ بالأوكسجين والتخلّص من ثاني أوكسيد الكربون، مما يجعل المريض غير قادراً على تنشّق الهواء وبالتالي أن يعاني من أمراض أكثر خطورة.

ولكن هناك أمور يمكنك القيام بها لتحسين صحة جهازك التنفسي، فقط من خلال تغيير بعض عوامل نمط الحياة، وفقاً للدكتور روبرت إيتشز، طبيب حساسية ومناعة في مركز سيدارس-سيناي الطبي في لوس انجليس.

يقول إيتشز: “إنّ تحسين صحة جهازك التنفسي لا يقيك من الإصابة بالعدوى. لكن لديه فوائد قد تقلل من حدة المرض إذا كنت مصاباً، وبالتالي تحدّ من التعرض للفيروس.

إليك كيف يمكنك أن تقوي القدرة التنفسية لجسدك بحيث تكون فرص إصابتك بالمرض أقل خطورة.

1-التوقف عن التدخين

أحد أهم الخطوات لتحسين صحتك التنفسية هو تجنب أي شيء يعيق وظيفة الرئة، مثل تدخين السجائر والنرجيلة، كما قال إيتشز.

فالتدخين يسبب التهيج في المجاري الهوائية للرئة مما يؤدي إلى آثار سلبية دائمة على وظيفة الرئة من خلال تدمير أنسجة الرئة حيث يحدث تبادل للهواء.

ويؤكد إيتشز “يتكون الدخان من جسيمات صغيرة، وعندما يستنشق، تعلق الجسيمات في الرئتين.. هكذا تبدأ حلقة مفرغة من تلف الرئة الدائم.”

,ويمكن أن يؤدي التدخين إلى قمع الجهاز المناعي أيضاً، الذي يحتاج بدوره إلى أن يكون قادراً على المساعدة في مكافحة العدوى.

وقد حذّر الدكتور ريان ستيل، أخصائي في الحساسية والمناعة وأستاذ مساعد في كلية ييل للطب، من تدخين الماريجوانا، أيضاً.

على الرغم من وجود الكثير من الجدل حول فوائد الماريجوانا، أي شيء تتنشقه برئتيك قابل للاحتراق سيزيد بالتأكيد من الضغط عليها وعلى مستوى الالتهاب، “وتابع: “حتى لو كان لاستخدامات طبية، عليك أن تكون أكثر حذراً مع أي شيء قد يؤدي إلى إشعال واستنشاق في رئتيك في هذه المرحلة.”

ومن السلوكيات التي من المحتمل أن تكون ضارة، نذكر الجلوس بجانب المدفأة أو إشعال الشموع، كما قال إيتشز. وقد يكون ذلك سيئاً لأن هذين النشاطين يُعتبران مريحين. ولكن على غرار التدخين، يعتبر الموقد – خاصة الموقد الحارق للخشب – “مصدر لانبعاث الدخان في البيئة، الذي ستتنشقه لاحقاً ثم تخزنه في صدرك،” كما قال.

كما تحتوي العديد من الشموع على فتائل معدنية تتبخر مع الدخان ويمكن أن تسبب نفس الضرر في الرئة.

2-التمارين الرياضية

يمكن للتمارين الرياضية أن تحسن القدرة التنفسية، أو القدرة على التنفس. إنّ الحويصلات الهوائية صغيرة جداً على شكل بالونات مرتبة في مجموعات في جميع أنحاء الرئتين. إنهم جزء لا يتجزأ من الجهاز التنفسي، ومهمتهم الأساسية هي تبادل الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون من وإلى مجرى الدم.

وقال ستيل: عندما يكون الشخص مستقراً لا يتحرّك كثيراً، فإنّ ذلك يؤدي إلى ظاهرة تسمى “الانخماص الرئوي” ، وهي ظاهرة تحدث عندما لا يكون لدى أكياس الرئة ما يكفي من الهواء فتنهار بشكل طفيف. وأضاف أنه لتحسين قدرة كيس الرئة، يتعين على الناس “أن يتنفسوا بقوة نتيجة حركة أو اجتهاد جسدي”.

وتابع: “الأمر أشبه بالبالون المنتفخ جزئياً. فما هي الطريقة التي تبقي الهواء داخل البالون؟ تربط عقدة فيه لزيادة المقاومة، وهكذا يعمل الهواء بقوة على الخروج.”

وأضاف ستيل عن طريق التنفس بقوة عند ممارسة الرياضة أنت “في الواقع تساعد على توسيع وإبقاء أكياس الهواء مفتوحة في رئتيك”.

بالإضافة إلى التمارين الرياضية واليوغا والتمدد، تساعدك تمارين التنفس مثل تنفس الشفاه المتزمت والتنفس الأنفي العميق، والتي من السهل القيام بها أينما كنت، اقترح إيتشز.

تنفس الشفاه المطهر هو عندما تأخذ نفس عميق من فمك، ثمّ تغلق شفتيك، ثم الزفير من خلالهم كما لو كنت تقوم بتفجير البالون. هناك فوائد مماثلة من التنفس الأنفي العميق مثل تنقية الهواء من خلال أنفك.

وقال إيتشز إنّ تحسين وظائف الرئة يعني “أنه من غير المرجح أن تصاب بحالة من وظائف الرئة المنخفضة، مما يؤدي بدوره إلى عدم تمكنك من تزويد دمك بالأوكسجين”.

“إنّ أجهزة التنفس تمكّنك من التنفس بشكل أساسي لمحاولة فتح مجاريك الهوائية. هذه التمارين ستعلمك كيف تقاوم الآثار الجانبية للجهاز التنفسي بنفسك”.

يقول ستيل: بالإضافة إلى ذلك، تؤدي التمارين إلى انخفاض الالتهابات في الجسم ويمكن أن تقلل من حدوث متلازمة ضيق التنفس الحاد، وهو تعقيد خطير لدى بعض المرضى المصابين بكوفيد-19 الذين أدخلوا إلى المستشفى.

3- خفض تراكم كمية المخاط الزائد

وقال ستيل إنّ المخاط يحدث طبيعياً في أجسادنا، ويوفر وظيفة هامة جداً للحفاظ على صحة جيدة في الجهاز التنفسي لدينا. كما يساعد على التقاط [المواد المسببة للحساسية والبكتيريا والفيروسات.”

في الجهاز التنفسي لدينا شعرات صغيرة تدعى سيليا التي تحرك تلك التهديدات خارج مسارنا التنفسي. وبحسب ستيل، فإننا نبتلع معظم المخاط، ولكن عندما يكون لدينا أشياء تضايق ممرات الأنف، يمكننا أن ننتج الكثير من المخاط، ولن نتمكن من إزالتها. وهذا يخلق أرضاً خصبة للبكتيريا والفيروسات، ويحجب الأوكسجين من دخول وترك مسارات الرئتين.

إننا نملك أيضاً مخاطاً في رئتينا. وقال ستيل إنّ المصابين بالربو ينتجون الكثير من المخاط، مما يمكن أن يجعلهم عرضة للانقطاع والتهاب في مجاريهم الهوائية.
قد يكون هناك صلة بين الحمية الغذائية وتراكم المخاط. “يعتقد بعض الناس أنّ الأطعمة المسببة للالتهابات مثل الحليب والقمح تزيد من إنتاج المخاط”، قال إيتشز.”وقد رأيت إحدى الأمور التي تعمل بشكل جيد مع مرضاي ومع نفسي وهي تناول الأطعمة الحارة”.

الأطعمة الغنية بالتوابل مثل – شيلي، الحار، الفلفل، الصلصة الحارة -يمكن أن تسمح بتخفيف المخاط والسماح له بأن يخرج من الجسم عبر السعال.
هناك بعض الطرق للسيطرة على المخاط الزائد: يمكنك تجربة رذاذ الأنف الملحي إذا كان لديك حساسية. ويمكن للمصابين بالربو استخدام أجهزة الاستنشاق الخاصة بهم لتقليل الالتهاب، مما يقلل من المخاط. إنّ أخذ حمام ساخن أو غلي الماء الساخن واستخدام ضغط المنشفة الساخنة قد يعمل أيضاً، كونه يمزج البخار مع المخاط لتقليله.

“إذا كان [المخاط] لديك قليلاً جداً، فإنه أمر سيء لأنه يمكنك أن تحصل على العدوى،” قال ستيل. “إذا كان لديك الكثير، فإنه يمكن أن تمنع قدرتك على التنفس وزيادة العدوى أيضاً. لذا تريد فقط الكمية الصحيحة.”

4- تقليل التعرض للحساسية

قضاء المزيد من الوقت في الداخل خلال الوباء يعني أننا نتعرض بشكل متزايد للغبار الداخلي وبما أنه الربيع الآن، هناك حبوب الزهور في كل مكان.
قال إيتشز أنّ كلاهما يمكن أن يطلق الحساسية والربو، ونحن بحاجة إلى أنف فعال للحصول على الهواء النقي في مجاري هواء الصدر لدينا.

وأضاف قائلاً:” عندما تكون لديك حساسية، تحصل على تورم في نسيج الأنف الداخلي وإنتاج زائد للمخاط”. “وعندما تكون غير قادر على التنفس من أنفك، تتحول من التنفس الأنفي إلى تنفس الفم. فالرئتان بحاجة إلى هواء دافئ ونظيف ورطب من الأنف- الهواء الذي لا يمكن الحصول عليه من الفم”.

إنّ الحماية من الغبار عن طريق التنظيف وتصفية الهواء، والوقاية من حساسية الزهور مع الأدوية، يمكن أن تساعد في تجنب الاضطرار إلى فرك أو تنظيف أنفك لفتحه – وإذا كانت يديك غير نظيفة، فأنت تخاطر بأن تصاب بالفيروس.

بالنسبة للغبار، فإن فلتر ذو كفاءة عالية من الهواء الجسيمي (HEPA) من شأنه أن يساعد على إزالة غالبية المواد المسببة للحساسية من الهواء، كما قال ستيل. فيجب أيضاً تنظيف شفرات تكييف الهواء. وعندما تخرج الحيوانات الأليفة، امسحها قبل أن تدخل المنزل لتخلصها من أي حبوب لقاح.

إذا مارس الناس هذه التقنيات، وأصيبوا بفيروس كورونا ستكون إصابتهم أقل خطورة بحسب إيتشز.

وأضاف قائلا”: “إنّ لهذه الاقتراحات فائدة فورية، ولكننا لا نتوقع أن نرى نتائج فورية بين ليلة وضحاها”. جسمك سيتحسن بشكل جيد وجسدك سيكون قادر على التعامل مع فيروس كورونا وإصابات أخرى”.

إنّ اتخاذ خطوات لتحسين صحة الجهاز التنفسي هو أداة أخرى تضاف إلى مجموعة الوقاية، في الوقت الذي نحاول فيه التغلب على الوباء ونتوقع حدوث موجة محتملة أخرى في الخريف.

“كلما كانت صحتك أقوى، كلما كان جسدك أقوى لمحاربة العدوى”، قال إيتشز. “الأمر بمثابة امتلاك الذخيرة المناسبة لخوض حرب.”

 

تنويه: هذا المقال قام فريق عمل موقع راديو صوت بيروت إنترناشونال بترجمته من الإنجليزية من موقع CNN