الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لن تصدقوا التغييرات الجوهرية في الدماغ بعد التمارين الرياضية

عادة ما ترتبط التمارين الرياضية في أذهان الناس، بالنوم الأكثر استقرارا وشحن الطاقة والتحكم بالوزن واكتساب المزيد من العضلات وتحسين صحة القلب.

رغم أن هذا كله صحيح، لكن نادرا ما يلتفت أغلب الناس إلى الآثار المباشرة التي يمكن أن يتسبب بها النشاط البدني على أهم عضو في الجسم؛ وهو الدماغ، وفقا لأستاذة العلوم العصبية وعلم النفس في جامعة نيويورك، ويندي سوزوكي.

تقول الدكتورة ويندي في مقال عبر شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية: “من خلال سنوات البحث التي أمضيتها كعالمة أعصاب، وجدت أن التمرين هو أحد أكثر الأشياء التحويلية التي يمكنك القيام بها لتحسين القدرات المعرفية”.

تشمل هذه القدرات المعرفية؛ التعلم والتفكير والذاكرة والتركيز والتفكير، وكلها يمكن أن تساعد المرء على أن يصبح أكثر ذكاء ويعيش لفترة أطول. وفيما يلي نظرة على كيفية تأثير التمارين الرياضية على صحة الدماغ.

1. تقلل الشعور بالقلق

وفقا للدراسات العلمية، فإنه في كل مرة يتحرك الجسم، يطلق عددا من الناقلات العصبية المفيدة في العقل، ويشمل ذلك الدوبامين والنورادرينالين والسيروتونين والأسيتيل كولين، وهذه المواد قادرة على تقليل مشاعر القلق والاكتئاب.

وتقول ويندي إن الشخص بحاجة لما بين 10 و30 دقيقة فقط من التمارين البدنية اليومية ليتحسن مزاجه على الفور، وتنصح أنه حتى لو لم يكن لديه عضوية بصالة الألعاب الرياضية، يمكنه المشي لمسافة قصيرة أو استخدام الدرج بدلا من المصعد.

وتختم الحديث عن هذه الجزئية، بالقول: “عندما أكون مضطربا لبعض الوقت، سأقوم ببساطة بالسير بضع لفات حول طاولة غرفة الطعام الخاصة بي”.

2. تحسن التركيز والانتباه

في إحدى تجارب ويندي المعملية، وجدت أن تمرينا واحدا يمكنه المساعدة في تحسين قدرة الإنسان على التحول وتركيز الانتباه، مشيرة إلى أن هذه “فائدة فورية” قد تستمر لمدة ساعتين على الأقل بعد 30 دقيقة من التمرين.

أوصت الدكتورة بالأنشطة التي تزيد من معدل ضربات القلبك، مثل المشي السريع والجري والسباحة وركوب الدراجات ولعب التنس أو القفز على الحبل.

وفقا للدراسات، فإن جلسة تمرين واحدة يمكن أن تحسن أوقات رد فعلك – ويعني هذا على سبيل المثال، أن الشخص سيصبح أسرع بكثير في التقاط فنجان القهوة قبل سقوطه من على الطاولة.

3. تعزز نمو خلايا المخ الجديدة

خلص العلماء إلى أن من بين أهم فوائد التمارين؛ قدرتها على تعزيز تكوين الخلايا العصبية أو ولادة خلايا دماغية جديدة، وهو أمر ضروري لتحسين الوظائف المعرفية للمخ.

في دراسات أجريت على الفئران، توصل الباحثون إلى أن الجري يزيد من تكوين خلايا دماغية جديدة في الحُصين، وهو ذلك الجزء الصغير من الدماغ والذي يأحذ شكل فرس البحر ومخصص لتكوين الذاكرة وتخزينها.

بفضل التمارين، يمكن أيضا تحسين صحة ووظيفة المشابك العصبية بين الخلايا العصبية في هذه المنطقة، ويعني ذلك السماح لخلايا الدماغ بالتواصل بشكل أفضل.

4. تحمي الدماغ من الشيخوخة والأمراض العصبية التنكسية

تقول ويندي إنه كلما زاد التمرين، أصبح العقل أقوى وأكبر، وتشير الدراسات التي أجريت على البشر إلى أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يزيد من حجم الحُصين وكذلك قشرة الفص الجبهي، وكلاهما عرضة للأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف ومرض ألزهايمر.

لذلك، وفي حين أن التمرين لن يمنع أو يعالج تماما التدهور المعرفي الطبيعي مع الشيخوخة، فإن ممارسة الرياضة باستمرار يمكن أن يساعد في تقليل أو تأخير ظهور هذه الأعراض.

وتختتم الخبيرة بالقول إن التمارين الرياضية بمثابة اشتراك في منظومة للمعاشات التقاعدية لكن بالنسبة للعقل، مضيفة: “بل إنها أفضل لأنها مجانية”.

كيف تفعلها؟

تقول ويندي في نهاية مقالها: “عندما أشرح فوائد التمرين لتغيير الدماغ للناس، فإن الرد الذي أحصل عليه عادة هو أسئلة حول الحد الأدنى من التمارين التي يحتاجها المرء للحصول على هذه التأثيرات”.

تشير عالمة الأعصاب إلى أنها تحاول القيام بما لا يقل عن ثلاث إلى أربع جلسات تمرين لمدة 30 دقيقة في الأسبوع، موضحة أنه يمكن الحصول على أكبر قدر من الفوائد من التمارين الهوائية، والتي تزيد من معدل ضربات القلب وتضخ المزيد من الأكسجين إلى الدماغ.

وتنصح أنه إذا كانت مدة 90 إلى 120 دقيقة أسبوعيا تبدو شاقة للشخص، فعليه أن يبدأ ببضع دقائق في اليوم، ومن ثم زيادة مقدار التمارين خمس أو 10 دقائق كل أسبوع حتى يصل إلى هدفه.

ونوهت في الختام بأن الأنشطة المنزلية، مثل عمليات المسح المكثفة، وجمع أوراق الشجر، والكنس، والصعود والنزول على الدرج، تعد أيضا ضمن التمارين.

    المصدر :
  • سبوتنيك