تخلى المجتمع الطبي عن هذا المصطلح إلى حد كبير، قبل عقود، وبعد أن طوّر الأطباء فهمًا أفضل لقدرة التنفس وإصابات الغرق.
لكن اليوم، يستخدم بعض الأشخاص أحيانًا مصطلح “الغرق الجاف” لوصف الحالات التي تتسبب فيها السوائل في الحد من القدرة على التنفس وإضعاف الوظائف الحيوية الأخرى.
في هذه المقالة سنتناول أعراض وأسباب الغرق الجاف ونوضح متى نلتمس الرعاية الطبية.
استخدم مصطلح الغرق الجاف في السابق للإشارة إلى الحالات التي توفي فيها الشخص بعد أكثر من 24 ساعة من بلعه أو استنشاقه السوائل ولكن لم تظهر أي علامات على وجود مشاكل في التنفس. معظم السلطات والمنظمات الطبية لا تفضل الآن استخدام هذا المصطلح.
في الوقت الحاضر، لم يتوافق المجتمع الطبي على مصطلح لاستبداله بالغرق الجاف. تستخدم بعض المجموعات “متلازمة ما بعد الغمر”، أو بشكل أقل شيوعًا “الغرق المتأخر”.
لكن يستخدم الباحثون والأطباء أحيانًا مصطلح “الغرق الجاف” لوصف الحالات التي يحفز فيها السائل صندوق الصوت (الحنجرة)، مما يؤدي إلى تشنج العضو وإغلاقه.
عندما تتقلص الحنجرة، تنغلق الأحبال الصوتية ويصبح التنفس صعبًا. قد تنتهي السوائل في أماكن لا يجب أن تذهب إليها، مثل الجيوب الأنفية، وقد يصبح من الصعب إدخال الهواء إلى الرئتين.
يحدث الغرق عندما لا يستطيع شخص ما التنفس بعد الغوص تحت سطح الماء أو أي سائل آخر.
عندما يغرق شخص ما، تتلف الرئة، كما يؤدّي التعرض للسائل بتشنجات في ممرات الرئة الرئيسية، مما يوقف تدفق الهواء. ففي نهاية المطاف، إنّ الناس الذين يغرقون يموتون من نقص الأوكسجين.
وقد استخدم بعض الأطباء مصطلحي “الغرق الرطب” و “الغرق الجاف” قبل أن تتوفر للمجتمع الطبي الأدوات التشخيصية المناسبة لفحص التنفس.
وبمجرد أن علموا أنّ الغرق ناتج عن نقص في الأوكسجين، وليس عن حجم الماء في الرئتين، حلّ مصطلح “الغرق” مكان الغرق الرطب أو الجاف.
يدرك الأطباء اليوم أن الشخص يمكن أن يموت إذا دخل القليل من الماء إلى رئته. ووفقاً لجمعية راكبي الأمواج الطبية، قد تكون هذه الكمية صغيرة جداً كمثل 2 ملليلتر من الماء لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
لا يزال بعض الباحثين والأطباء يستخدمون مصطلح الغرق الجاف أحياناً. وعندما يحدث ذلك، فإنه يشير عادة إلى الحالات التي يسبب فيها الماء أو سائل آخر تشنج في الحبال الصوتية. إنّ التشنج الحاد قد يقلل من تدفق الهواء بما يكفي ليكون قاتلاً.
وبصرف النظر عن الغرق الجاف، فإن معظم السلطات والمنظمات الصحية تثني عن استخدام المصطلحات التالية غير الدقيقة طبياً مثل:
ويشير هذا النوع من الغرق إلى حالات نجا فيها شخص لفترة من الزمن بعد أن بدا أنه غرق، ويوصي الصليب الأحمر الأمريكي باستخدام مصطلحي الغرق القاتل وغير القاتل.
وتصف هذه المصطلحات الحالات التي يموت فيها الشخص بعد 24 ساعة من تعرّضه للغرق في الماء.
يشير الغرق النشط عادة إلى الناس الذين يكونون بكامل وعيهم عندما يغرقون، في حين يشير الغرق السلبي عادة إلى الناس الذين هم فاقدي الوعي.
إذا كان الشخص في المياه مؤخرًا، أو استنشق سائلًا، أو تم رشه بسائل ما، أو شربه، وأظهر أيًا من العلامات التالية، فمن الضروري طلب رعاية الطوارئ:
إذا بدا أنّ الشخص يفتقر إلى الأوكسجين أو ربما غرق، فإنّ أي شخص مدرب يجب أن يبدأ فوراً بإجراء عملية التنفس الاصطناعية وجعل شخص آخر يتّصل للحصول على المساعدة في حالات الطوارئ.
وبمجرد وصول الشخص إلى غرفة الطوارئ، سيخضع في كثير من الأحيان لاختبارات طبية لتحديد مدى حسن تنفسه. وسيفحص الأطباء أيضاً علاماته الحيوية، مثل معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، ومستويات الأوكسجين.
إذا كانت العلامات الحيوية كلها طبيعية، فإنّ الرعاية الصحية المقترحة تكون عادة مراقبة الشخص لمدة 4-6 ساعات، ثم يسمح له بمغادرة قسم الطوارئ. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإنهم سيدخلون الشخص إلى المستشفى من أجل مراقبته وتقديم الرعاية له على المدى الطويل.
تتوقف حالة أولئك الذين يعانون ما يسمى بالغرق الجاف على مدى الإصابة والأعراض. كلما طالت فترة عدم قدرة الشخص على التنفس، زادت خطورة حالته، وزادت مخاطر الوفاة.
إذا أظهر الشخص أعراضاً صعوبة في التنفس أو نقص الأكسجين، فإن تلقي الرعاية الطبية على الفور سيزيد من فرصه في البقاء على قيد الحياة.
من الضروري الحرص دائمًا على ممارسات “سلامة المياه” والإشراف على الأطفال في حمامات السباحة أو أثناء الاستحمام وعلى الشواطئ والمناطق المائية الأخرى.