الثلاثاء 7 شوال 1445 ﻫ - 16 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

300 فحص للكشف عن كورونا..ما مدى فاعليتها؟

منذ تفشي فيروس كورونا المستجد ، عمل الخبراء والباحثين على تطوير العديد من الفحوصات لضمان الكشف المبكر عن العدوى ، حيث طرحت شركات الأدوية إلى غاية الآن أكثر من 300 فحص للكشف عن فيروس كورونا،المسبب لمرض كوفيد-19 في جسم الإنسان، لكن جميعها يمكن تقسيمها إلى 3 أنواع، فما هي؟ وكيف تعمل؟

ولرصد إصابات فيروس كورونا المستجد طورت العديد من الفحوصات منذ ظهوره نهاية العام الماضي إلى اليوم، ونحو 350 نوعا يتم استخدامها حاليا في جميع مختبرات العالم، وذلك وفقا لتقرير نشره موقع دويتشه فيله، ويمكن تقسيمها إلى 3 أقسام:

فحص “تفاعل البوليميراز المتسلسل” “بي سي آر” (Polymerase chain reaction) (PCR).
فحوصات الأجسام المضادة (Antigen-Tests).
فحص المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط “إيليزا” (ELISA) (enzyme-linked immunosorbent assay).

فحص “بي سي آر”

من أكثر الفحوصات المستخدمة حاليا، وهو الفحص المعتمد بالدرجة الأولى من قبل منظمة الصحة العالمية، وكذلك الصين مهد الوباء.

يقيس هذا الفحص تفاعل “البوليميزال المتسلسل” في جسم الإنسان، وله تاريخ طويل في رصد عدة فيروسات، سواء كانت مرتبطة بالإنفلونزا أو متلازمة نقص المناعة البشرية المكتسب “إيدز” (AIDS)، أو الفيروسات المعوية، والفيروسات المرتبطة بالجهاز التنفسي، ومن بينها الفيروسات من فصيلة كورونا.

في هذا الفحص يتم أخذ عينات من لعاب الحلق، أو عينة من خراج الرئة، والخطوة الثانية تتمثل في تحديد ما إذا كانت العينة المستخرجة تحتوي على الشفرة الوراثية لسارس كوفيد 2 (الجينوم الوراثي للفيروس)، وقبل ذلك يتم عزل جميع المعلومات الوراثية في العينة، للحصول على مادة خالصة يتم خلطها بالفيروس التاجي المستجد نفسه.

وعبر عملية كيميائية يتم رصد ما إذا كان جينوم الفيروس موجودا في العينة المأخوذة أم لا، وفي حال اكتشافه يعني ذلك أن الشخص مصاب بفيروس كورونا المستجد.

لكن في حال لم يتم العثور على الشفرة الوراثية للفيروس فإن ذلك لا يعني أن الإنسان غير مصاب، فمن الوارد جدا أن يكون الفيروس موجودا في الجسم ولم يصل إلى العينة التي تم استخراجها.

وقد شبه كبير خبراء فيروس كورونا المستجد في ألمانيا كريستيان دروستن هذا الأمر بالصياد الذي يرمي شبكته في قاع البحر، وفي حال أخرجها وهي فارغة فلا يعني ذلك أن البحر خال من السمك.

فحص الأجسام المضادة (Antigen-Tests)

هذا الفحص طور الصيف الماضي، وبادرت الشركات المطورة إلى طرح أنواع للاستخدام المنزلي مثل فحص الحمل الذي يمكن شراؤه من الصيدلية، غير أن الفحوصات المنزلية لم تظهر تلك الفاعلية التي وعدت بها الشركات المنتجة، فهذه الفحوصات بحاجة إلى جهاز متصل لا يتوافر إلا في المختبرات.

وفي هذا الفحص تمت الاستعانة بعينة من اللعاب، ومن إيجابياته أنه الأسرع على الإطلاق لأنه يقدم نتيجة في 15 دقيقة، لكنه أيضا ليس دقيقا كفحص “بي سي آر”، ومع ذلك فإن العديد من الأطباء يراهنون على هذا النوع من الفحص بسبب سرعته، لأنه يكشف المصابين بحمولة فيروسية كبيرة بسرعة، مما يساهم في حصر العدوى.

فحص المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط “إيليزا”

هذا الفحص يسمى أيضا اختبار الطرق المناعية الإنزيمية، وهو الأكثر دقة، لكنه الأكثر تكلفة.

ويقوم هذا الفحص بالكشف عن وجود أجسام مضادة ضد فيروس نقص المناعة في مصل الدم، وهو عادة ما يستعمل للكشف عن إصابات مرض المناعة المكتسب (إيدز)، ويتم أخذ عينات من الدم، وبطريقة علمية معقدة يتم احتساب كمية الأجسام المضادة في الدم، ثم مستوى المناعة المكتسبة ضد الأمراض الفيروسية، بما في ذلك فيروس كورونا المستجد.

وهذا الفحص بالذات يصنف قدرة المصابين السابقين على التبرع ببلازما الدم لعلاج المصابين في حالة خطرة، وطورت نسخ من هذا الفحص لاستخدامها في عيادة الأطباء، لكن استخدامها يبقى محدودا نظرا لتكلفتها الكبيرة.

متى يكون أحد الفحوصات الثلاثة الأنسب؟

فحص “بي سي آر” وفحص الأجسام المضادة لهما أهمية كبيرة في تحديد مستوى الحمولة الفيروسية ومدة العدوى، وبالتالي تحديد مدة العزل الصحي اللازم، أما فحص “إيليزا” فمهم للغاية بالنسبة للخبراء لمعرفة مدى القوة المناعية التي اكتسبها الأشخاص بعد إصابتهم بالعدوى، كما أنه مؤشر مهم لتحديد مدى بلوغ البؤر مرحلة “مناعة القطيع”، كما أنه قياس يعتمد عليه السياسيون في تطوير الإجراءات اللازمة للتعامل مع الأزمة.

وتجري العديد من الجامعات الألمانية حاليا دراسات مختلفة اعتمادا على فحص “إيليزا”، وتحديدا على عشرات الأشخاص الذين تم اختيارهم بطريقة عشوائية، للكشف عن عدوى فيروسية قد لا تكون معروفة إلى غاية اللحظة، كنتيجة محتملة بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد.