الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

9 مخاوف بشأن لقاحات كورونا.. هل يخرج حقاً عن السيطرة؟

يقترب العام الأول في مواجهة جائحة كورونا من الانقضاء، ولن تنسى البشرية هذا العام الحافل بآلام وآمال صاحبت الدراسات العلمية للوصول إلى أفضل أنواع اللقاحات لمواجهة فيروس كورونا، ولكن يبقى السؤال المهم، هل ستكون اللقاحات الجديدة الوسيلة الأنجع للتغلب على هذا الفيروس؟

وفي تقرير مترجم نقله موقع “عربي بوست” أشار فيه إلى عالِم الأوبئة الأمريكي ف. بيري ويلسون كان قد أعرب عن سعادته بنسبة فاعلية اللقاح التي بلغت 95%، ولكنه نصح بتوخى الحذر والحد من الحماسة، بالاعتراف بأن اللقاح سلاح قد لا نكون على أتم الاستعداد لاستخدامه.

وبينما يثير اللقاح الجديد قلق البشر في شتى أنحاء العالم، عدَّد ويلسون مخاوفه على شكل قائمة؛ في محاولة لطرح هذه النقاط للنقاش.
مخاوف بشأن اللقاحات الجديدة

نستعرض في هذا التقرير هذه المخاوف التي قد تقلب سير اللقاح الإيجابي رأساً على عقب، وفق ما عددها موقع Vox الأمريكي.

رغم أن لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال لم تُستخدم قط في جهود التطعيم على نطاق واسع قبل ذلك، ومن الناحية النظرية، فلا مانع من استخدامه لمواجهة فيروس كورونا.

ولكن يُعدّ جزيء الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) غير مستقر؛ إذ من السهل جداً أن يتفكك ويجب نقله في ظروف شديدة البرودة.

كما أنه لا يندمج في الحمض النووي، لذا لا توجد مخاطر من ظهور طفرات في فيروس كورونا لدى البشر.

ولكن أثار بعض العلماء مخاوف من أن أحد الاستجابات المناعية للحمض النووي الريبوزي قد يؤدي مستقبلاً إلى بعض أمراض المناعة الذاتية (مثل الذئبة الحمراء).

مخاوف بشأن اللقاحات الجديدة

من بين المزايا الرئيسية للقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) أن توسيع نطاق استخدامها أمر شديد السهولة.

في الواقع، يمكن صنع نحو مليون جرعة في مفاعلٍ حيويٍّ بحجم زجاجة كوكاكولا، وفق ما قاله الرئيس والمدير التنفيذي لشركة GreenLight Biosciences أندريه زرزور.

في المقابل، قال ويلسون إنه ليس من الضروري الاعتماد على لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال وحدها، إذ واجه لقاح أسترازينيكا (الذي يحتوي على قليل من المادة الوراثية لفيروس كورونا ملفوفة في قشرة من الفيروسات الغدانية) بعض الإخفاقات مؤخراً، لكن ما يزال من المرجح أن يتم البدء في استخدامه خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وقد يحصل لقاح جونسون آند جونسون– المعروف بكونه نظام جرعة واحدة- على ترخيص الاستخدام الطارئ في مطلع عام 2021.

وفي الواقع يوجد أكثر من لقاح قيد التطوير؛ وتحديداً في الوقت الحالي 13 لقاحاً في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية (ليس من بينها لقاح فايزر-بيونتيك)، و17 لقاحاً في المرحلة الثانية، ولا يزال عدد كبير من اللقاحات الأخرى في المراحل الأولى من التجارب.
تحوُّل اللقاح إلى أداة مسيسة (احتمال ضعيف)

وهو انقسام بالرأي، مرده إلى الخلاف حول من هم في أشد الحاجة إلى إنهاء حالة الإغلاق بأي ثمن، فسوف يقللون من قيمة اللقاح، فيما يؤيد آخرون توزيعه لتسريع العودة إلى الحياة الطبيعية. فضلاً عن الخلاف الذي قسم الرأي العالمي بين مشكك في الفيروس وحتى في المؤسسات العلمية التي تسعى إلى إيجاد علاج له.

هذه مشكلةٌ أكبر من غيرها؛ إذ تتطلب اللقاحات قنينات زجاجية وإبراً ومسحات كحولية -وفي حالة لقاح فايزر-بيونتيك- تتطلب قدراً مذهلاً من الثلج الجاف.

خفضت “فايزر” بالفعل تقديرات إعطاء اللقاحات إلى النصف، بسبب نقصٍ لم تحدده الشركة في هذه المنتجات التي لا تنتجها عادةً الشركة المصنِّعة للقاحات، وتحتاج الحصول عليها من شركات أخرى.

لذلك نواجه احتمال أن يكون هناك كثير من اللقاح في غرف التجميد ولكن لا توجد إبر كافية لهذا العدد من الأشخاص.
لن يحصل الأشخاص على الجرعتين (احتمال متوسط)

اللقاحات متعددة الجرعات ليست بالشيء الجديد، فالحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والفيروس العجلي والتيتانوس كلها خطط علاجية متعددة الجرعات، لكن هذه لقاحات روتينية في مرحلة الطفولة، وعادةً ما يكون لدى الآباء هاجس إزاء صحة أطفالهم أكثر قليلاً من هاجسهم إزاء أنفسهم، ولذا فقد يمتنع ويتناسى البعض عن تناول الجرعات اللاحقة؛ ظناً أنهم اكتسبوا المناعة اللازمة.

لكن هناك تخوف أكبر في هذه الحالة؛ إذ اقترح العديد من علماء الفيروسات أن اللقاحات غير الكافية قد تسمح للفيروس بتطوير “مقاومة اللقاحات”.
سيتجنب الأطباء قول الحقيقة (احتمالية متوسطة)

إلى أن تصبح اللقاحات في كل مكان، سيكون لزاماً على الدول منحها وفق الأولويات.

وأصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إرشاداتها الأولية، وركزت على العاملين في مجال الرعاية الصحية والمسنين المقيمين بمراكز الرعاية، في المرحلة الأولى من عمليات التطعيم.

تصبح الأمور صعبة في المرحلة الثانية، إذ يُحتمل أن يُحجز اللقاح لمن يعانون أمراضاً أخرى بالفعل (مثل كبار السن ومرضى السكري وربما السمنة). كيف ستعرف شركات التأمين التي تتبعها، أن لديك هذه الإصابات المرَضية المشتركة؟ على الأرجح سيتعيّن على طبيبك أن يشهد معك.

سيعود ذلك ببعض المحفزات الضارة على الأطباء، الذين كثيراً ما يفكرون في الفائدة التي تعود على المرضى أكثر مما يفكرون في المجتمع ككل. فالعديد منهم ينصحون بالمضادات الحيوية دون سببٍ منطقي، وذلك بنسبة 30% وفقاً لأكبر دراسة تناولت هذا الأمر حتى الآن.

والآن أصبح إسعاد المريض تصرفاً غير سليم في كل الأوقات، وبات من مسؤولية الأطباء تصنيف المرضى ذوي المخاطر العالية تصنيفاً دقيقاً ومنصفاً.

ورغم أن اللقاحات نادرة، من المهم جداً أن يتلقى التطعيم الفئاتُ المعرضة لخطر أعلى بالفعل، وليس الأفراد الذين قد يجعلهم الأطباء يبدون كذلك.
تفاقم التفاوت في نظام الرعاية الصحية (احتمال كبير)

هذه نتيجة طبيعية للاحتمال الثالث، ففي أمريكا مثلاً يوجد 80 مليون شخص بلا إمكانية الحصول المنتظم على الرعاية الطبية، ويعاني كثير منهم إصاباتٍ مرَضية مشتركة كبيرة لم يوثقها أحد، وهم في الغالب من ذوي البشرة غير البيضاء ويعانون وضعاً اقتصادياً واجتماعياً منخفضاً.

هؤلاء هم أيضاً الأشخاص الذين عانوا أكثر من غيرهم خلال جائحة كورونا.

بعبارة أخرى، هؤلاء هم الأشخاص الذين هم بحاجة أكثر إلى الاستفادة من اللقاح، وقد يتم التخلي عنهم. ولمنع ذلك، ينصح ويلسون بإنشاء برامج تطعيم موجهة في المجتمعات ذات الدخل المنخفض والتي تعاني من نقص الموارد.

يقول ويلسون: “نسبة الفاعلية التي تصل إلى 95% ليست رقماً تافهاً. وبسبب هذا المستوى من الفاعلية، حتى لو تساهل الأشخاص وخرجوا لتناول العشاء وارتدوا كمامات أقل بعد تلقي اللقاح، فما زال بإمكاننا أن نشهد انخفاضاً كبيراً في حالات الإصابة”.

لكن مشكلة الشعور الزائف بالأمان ليست مشكلة مجتمعية، بل مشكلة فردية.

عندما تكون نسبة فاعلية اللقاح 95%، يُفترض أن يكون كل من يحصل عليه، في أمان بنسبة 95%، لكن إذا توقف هؤلاء عن ممارسة سلوكيات مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات قبل انتهاء الجائحة، يحتمل أن يستمر تعرضهم لأخطر تداعيات الجائحة.
مناهضو التطعيمات وتضخيم الآثار الجانبية (احتمال شبه مؤكد)

يوضح ويلسون أنه يجب تطعيم نحو 70% من السكان (أو المصابين بكوفيد-19، وهو ما سيكون بمثابة خطأ أخلاقي)، من أجل مناعة القطيع للقضاء على الجائحة.

إنه تحدٍّ كبير، وهناك قوة هائلة لوسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم الأخبار الزائفة أو التي أُسيء فهمها ونشرها على نطاق واسع وتعزيز المخاوف بشأن اللقاحات الجديدة.

وقال: “نحن مقبلون على تطعيم مئات الملايين من البشر. سيصاب أحدهم بنوبةٍ بعد تلقي اللقاح، وسيُصاب آخر بأزمة قلبية. قد يتعرض أحدهم لحادث سيارة، وقد يموت آخر منتحراً. ستنتشر تلك القصص من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم. تذكَّروا أن الحكايات تختلف عن البراهين”.