تحمل الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس خسائر إضافية خلال معارك جنوبي لبنان، وقصف حزب الله قواعد وتجمعات عسكرية إسرائيلية بالمسيّرات والصواريخ، في حين تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق لبنانية أخرى لغارات أوقعت شهداء.
فقد أقر الجيش الإسرائيلي اليوم بمقتل قائد فصيل في كتيبة 51 من لواء غولاني وإصابة ضابط آخر بجروح خطيرة في المعارك البرية.
كما قال إن 11 عسكريا آخرين أصيبوا في المواجهات الجارية في المنطقة الحدودية.
في غضون ذلك، ذكر الجيش الإسرائيلي -في بيان- أن وحدات إيغوز ودوفدفان وماغلان بدأت العمل في مناطق جديدة بالجنوب اللبناني تحت قيادة فرقة الجليل.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن تقدم قواته في جنوب لبنان بعد أن أوردت وسائل إعلام إسرائيلية -الثلاثاء الماضي- تقارير عن بدء المرحلة الثانية من العملية البرية.
مئات الأمتار
وفي تطورات المعارك، أفاد مراسل الجزيرة إيهاب العقدي بوقوع اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله في القطاع الغربي من الحدود مع إسرائيل.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد يوم من مقتل 6 جنود إسرائيليين من لواء غولاني في كمين نصبه لهم مقاتلو حزب الله داخل مبنى قصفته الطائرات الإسرائيلية قبيل العملية.
وقال مراسل الجزيرة إن القوات الإسرائيلية لم تتقدم منذ بدء العملية البرية سوى مئات من الأمتار خلف الحدود.
وأضاف أنه ليس هناك حتى الآن تحرك في العمق اللبناني من قبل القوات الإسرائيلية التي كانت حددت هدفا لها وهو الوصول إلى مجرى نهر الليطاني، الذي تعتقد أن حزب الله يستخدمه لإطلاق الصواريخ بكثافة باتجاه المستوطنات والمدن الإسرائيلية.
وتابع المراسل أن القوات الإسرائيلية توغلت الأسابيع الماضية باتجاه بلدات الطيبة ومركبا ورب ثلاثين، ثم انسحبت منها باتجاه المنطقة القريبة من الحدود.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر خلال الأيام الثلاثة الماضية تحذيرا لهذه البلدات، إذ دعا لإخلائها علما أنها خالية من السكان، مرجحا أن تقوم قوات الاحتلال بعمل ما في هذه المنطقة.
كما أشار إلى احتمال أن يحاول الجيش الإسرائيلي السيطرة على مناطق يحاول انطلاقا منها التوغل نحو مدينة بيت جبيل.
وذكّر مراسل الجزيرة بأن الجيش الإسرائيلي حاول خلال حرب عام 2006 الوصول إلى وديان إستراتيجية، منها وادي الحجير الذي يمر من مدينة بيت جبيل، لكنه واجه مقاومة شرسة من حزب الله.
وبدأت إسرائيل العملية البرية مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي في محاولة لإبعاد حزب الله، ولكن قواتها لم تحرز إلا تقدما محدودا، حيث واجهت منذ ذلك الحين مقاومة عنيفة من حزب الله، وتكبدت عشرات القتلى.
ودخلت قوات إسرائيلية بعض القرى والبلدات المتاخمة للحدود بعد أن قصفتها الطائرات والمدفعية على مدى أيام وقامت بتفجير مبان فيها قبل أن تنسحب منها.
مسيرات وصواريخ
في الأثناء، أطلق حزب الله اليوم رشقات صاروخية باتجاه حيفا ونهاريا بعد أن أعلن أمس استهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.
وقال إنه نفذ هجوما جويا بسرب مسيرات انقضاضية على قاعدة إلياكيم جنوبي حيفا المحتلة وأصابت أهدافها بدقة.
وذكر المتحدث العسكري الإسرائيلي أن جنديين أصيبا في استهداف مسيرة أطلقت من لبنان في الياكيم.
من جهته، قال حزب الله إنه قصف برشقة صاروخية نوعية قاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال غرب حيفا.
وأضاف أنه قصف بالصواريخ قاعدة لوجيستية للفرقة 146 في الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا، وهاجم بمسيرات انقضاضية ثكنات عسكرية ومستوطنات بالجليل وتجمعات للجيش الإسرائيلي قرب الحدود.
وصرّح الجيش الإسرائيلي بأنه رصد إطلاق 5 صواريخ من لبنان باتجاه حيفا واعترض معظمها.
كما أشار إلى سقوط صواريخ في الجليل وانفجار مسيّرة في رأس الناقورة بالجليل الغربي.
وفي تطورات متزامنة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم الخميس سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقبيل هذه الغارات، دعا الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء مبان في منطقتي حارة حريك وبرج البراجنة بالضاحية الجنوبية.
وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه هاجم خلال اليومين الأخيرين 30 هدفا لحزب الله في الضاحية.
وفي منطقة البقاع شرقي لبنان، قصفت الطائرات الإسرائيلية حي الشعب في مدينة بعلبك، مما أسفر عن اسشتهاد 3 أشخاص وإصابة 12 آخرين.
وفي جنوبي لبنان، استشهد 6 -بينهم 4 مسعفين- إثر غارة إسرائيلية على بلدة عربصاليم، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية.
كما استهدف الطيران الإسرائيلي أحياء في مدينة النبطية، وبلدات في صور وبنت جبيل جنوبي لبنان، وبالتزامن مع ذلك قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات زبقين والمنصوري ومجدل زون.
ومنذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، يتعرض لبنان لعدوان إسرائيلي واسع خلف نحو 3400 شهيد وما يزيد على 14 ألف مصاب، فضلا عن دمار كبير في القرى والبلدات، خاصة في جنوب وشرق البلاد.