السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ارتفاع الأسعار يخنق المواطنين... وأزمة لبنان الاقتصادية تتفاقم ‎وقطاعات تنازع وتهدد

‎تتكشّف تداعيات جديدة للأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي يعاني منها اللبنانيون على وقع ‏ارتفاع سعر صرف الدولار ووباء “كورونا”.

ففيما عادت أزمة الخبز إلى الواجهة مجدداً مع ‏إصرار أصحاب الأفران على زيادة السعر، ارتفعت صرخات المدارس الخاصة مع إعلان وزير ‏التربية طارق المجذوب، أول من أمس، انتهاء العام الدراسي، مما سينعكس سلباً على ‏ميزانية المؤسسات التربوية ورواتب المعلمين بسبب توجه الأهالي لعدم دفع أقساط ‏أولادهم والنزوح المتوقع نحو المدارس الرسمية‎.‎‎

وأعلن أصحاب محطات المحروقات أن مصيرها بات مهدداً نتيجة الأزمة، فيما نعى نقيب ‏أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، القطاع الذي بات يعمل بنسبة 10 في المائة ‏فقط من قدرته‎.‎‎

هذه الأزمات كلها من شأنها أن تنعكس بشكل مباشر على عشرات آلاف العاملين في ‏المؤسسات؛ إذ بات مصير المعلمين كما الموظفين في المؤسسات الأخرى مهدداً، وهو ‏الأمر نفسه الذي سينسحب على موظفي المصارف في ظل التوجه لتقليص عددها وفق ‏ما سبق أن أعلنه وزير المالية غازي وزني‎.‎

وعاد موزعو الخبز إلى الشارع، أمس، ونفذوا اعتصاماً أمام وزارة الاقتصاد احتجاجاً على ‏تسليمهم ربطة الخبز بـ1500 ليرة من الأفران، بعدما كانوا يتسلمونها بـ1200، لتصل إلى ‏المستهلك بالسعر الجديد‎.‎‎

وجاء قرار أصحاب الأفران بعدما رفض وزير الاقتصاد راوول نعمة رفع سعر ربطة الخبز ‏في المحال التجارية، منطلقاً في ذلك من أنهم يحصلون على الطحين المدعوم، وبالتالي لا ‏يفترض أن يكونوا قد تأثروا من الأزمة. وتحدث حميد يزبك باسم الموزعين، معلناً أن ‏‏”الأفران أبلغت الموزعين بأن سعر ربطة الخبز للموزعين أصبح 1500 ليرة، ما يحول دون ‏تمكننا من التوزيع”.

وأضاف: “نطالب بحقنا بالعمل كموزعين نتقاضى عمولتنا من ‏التوزيع”، مناشداً وزير الاقتصاد “إيجاد حل منصف”، خصوصاً أن عدد الموزعين 2400 في ‏كل المناطق‎.‎
‎ ‎
وبعد ساعات على إعلان وزير التربية انتهاء العام الدراسي بسبب وباء “كورونا”، هدّد نقيب ‏المدارس الخاصة رودولف عبود، أمس، بتحرك احتجاجي إذا لم تقدم الدولة حلاً شاملاً. وعدّ ‏أن “قرار وزير التربية كان مفاجئاً، والمفاجأة الكبرى كانت القرار بترفيع التلامذة بشكل ‏أوتوماتيكي‎”.‎
‎ ‎
وأضاف: “كان على وزارة التربية أن تجد حلاً شاملاً، انتهت القصة بالنسبة إلى التلامذة ‏والأهل، لكن لم تحل بالنسبة إلى المدارس والأساتذة، خصوصاً في ظل الحديث عن نزوح ‏كبير من المدارس الخاصة إلى الرسمية أو ما بين المدارس الخاصة، وإن لم تلحظ الدولة حلاً ‏شاملاً فسنقوم بتحرك احتجاجي‎”.‎
‎ ‎
من جهتها، أعلنت نقابة محطات المحروقات في لبنان أن مصير أصحابها ومستقبلهم بات ‏مهدداً، والتقت وزير الاقتصاد للبحث في مشكلتين أساسيتين، هما استيفاء الشركات ‏المستوردة للمشتقات النفطية الرسوم الجمركية والضرائب بالدولار، وتهريب المازوت إلى ‏سوريا‎.‎
‎ ‎
وبعد الاجتماع، أعلنت النقابة أنه كان للوزير “موقف متفهم جداً لضرورة إيجاد الحل ‏المناسب لموضوع احتساب نسبة 15 في المائة بالدولار على الرسوم والضرائب، ووعد ‏بدراسة الحلول مع السلطات الرسمية المعنية‎}.‎
‎ ‎
وعلى خط آخر غير منفصل عن تداعيات الأزمة الاقتصادية، قال نقيب أصحاب مكاتب ‏السياحة والسفر جان عبود إن “قطاع السفر متوقف ويحتاج إلى سنة ونصف السنة أو ‏سنتين لاستعادة حركته الطبيعيّة، في الوقت الذي تعمل فيه المكاتب بـ10 في المائة من ‏قدرتها، مما أدّى إلى صرف كثير من الموظفين أو إبقاء البعض بنصف راتب أو ربعه‎”.‎
‎ ‎
وعزا عبود في تصريحات نقلتها “وكالة الأنباء المركزية”، هذا الوضع المتردّي إلى انتشار ‏وباء “كورونا”، لافتاً إلى أن “سوق السفر والسياحة في لبنان كان يقدر بـ750 مليون دولار ‏في العام الماضي، وتراجع هذا العام إلى أقل من 60 مليون دولار، مما يعني أن اللبناني لن ‏يتمكّن من السفر للسياحة بسبب تداعيات (كورونا) وارتفاع سعر صرف الدولار وشحّه”. ‏وقدّر تكلفة سفر اللبنانيين إلى الخارج خلال الصيف الماضي بنحو ملياري دولار. وقال: “لا ‏أعتقد أن في مقدورهم اليوم معاودة السفر في ظل الشروط المذكورة‎”.‎