رأى تكتل “الاعتدال الوطني” اننا “نطوي اليوم صفحة حرب دفع كل اللبنانيين أثمانًا غالية في مواجهتها، وفي الصمود في وجه آلة الإجرام الإسرائيلية التي أمعنت في القتل والتدمير، ونفتح مع دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، صفحة جديدة، تحتم على كل اللبنانيين الوحدة والتلاقي من أجل النهوض بلبنان والعمل معا من أجل نفض غبار الحرب وانتشال الوطن وأهله من جحيم ويلاتها وتداعياتها”.
أضاف في بيان: “المطلوب اليوم أن نأخذ العبرة مما واجهناه معا من مخاطر ، وأن نعزز تضامننا الوطني، وألا ننشغل بسجالات لا طائل منها، وأن نتوحد في نظرتنا إلى المستقبل، تحت مظلة الدولة اللبنانية، لنواجه التحديات المقبلة بخارطة طريق وطنية، تعيد تصويب البوصلة، وتضع مصلحة لبنان واللبنانيين فوق أي اعتبار، وبناء عليه يشدد التكتل على الآتي:
أولاً: دعم الحكومة اللبنانية في كل ما تتخذه من قرارات وإجراءات لضمان التزام لبنان بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701 ، وفي كل ما ستقوم به من جهود لحشد الدعم للبنان في المرحلة المقبلة، ودعوة الجميع للالتفاف حولها، وتأمين النصاب الكامل لانعقاد جلساتها، لتمكينها من القيام بالدور المطلوب منها، إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية.
ثانياً: تقدير كل الجهود الديبلوماسية التي بذلها الرئسين نبيه بري و نجيب ميقاتي في سبيل حماية لبنان والتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، كما تقدير مواقفهما الوطنية، ومواقف كل المرجعيات السياسية والروحية، كما كل المبادرات النيابية والحزبية والأهلية و هيئة ادارة الكوارث و الهيئة العليا للإغاثة و التي شكلت جميعها صمام أمان حماية لبنان ووحدته في زمن الحرب.
ثالثاً: دعم كل إجراءات الجيش اللبناني في استكمال انتشاره في الجنوب، بتكليف من الحكومة، لتنفيذ مهماته بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل” ضمن إطار القرار ١٧٠١ ودعوة الجميع إلى التعاون معه، ومع سائر القوى الأمنية، من أجل تمكينهم من القيام بمهامهم في كل المناطق، ولا سيما في جنوب لبنان، والحفاظ على الاستقرار وضبط الأمن ومنع أي مظاهر قد تخل به.
رابعاً: ضرورة العودة إلى تفعيل خارطة الطريق الوطنية التي أعلنها الرئيسين وبري و ميقاتي وتقديم كل التضحيات الوطنية اللازمة للوصول إلى حلول تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، ومن ثم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تلبي مع الرئيس العتيد مواصفات المرحلة المقبلة ومتطلباتها، وتؤمن كل الظروف المؤاتية لإستعادة الانتظام العام، وإطلاق ورشة اعمار ما دمرته الحرب والتعويض على المتضررين، والتصدي لمعالجة أزمة النزوح وتداعياتها الأمنية والاجتماعية.
خامساً: دعوة الجميع إلى الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف كاملاً، باعتباره خشبة الخلاص للبنان، من اجل إعادة بناء الدولة على أسس سليمة، وتقوية مؤسساتها، وبسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية، وتحديداً في الشق المتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة، وقرار الحرب والسلم، بما يعزز التزام لبنان باتفاق وقف اطلاق النار، وتطبيق القرار 1701 الذي يتضمن القرارين 1559 و1680.
سادساً: توجيه الشكر الكبير إلى شعب لبنان العظيم، في كل المناطق، على ما اظهره من وعي وحكمة وتضامن وتكاتف ومسؤولية وطنية عالية في احتضان أهلنا النازحين، والوقوف سداً منيعاً أمام كل مخططات العدو الإسرائيلي التحريضية والفتنوية.
سابعاً: توجيه الشكر إلى المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية و دولة قطر وكل دول الخليج والدول العربية و الغربية التي وقفت إلى جانب لبنان في محنته، ومدته بمقومات الصمود، وساهمت في الضغط لوقف الحرب والوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار”.