باسم البواب
بعد أن وصل سعر صرف الدولار منذ أكثر من أسبوعين إلى أرقام قياسية وصلت إلى ١٤٥ ألف ليرة، يحتفظ منذ حوالي الأسبوع على الانخفاض الملحوظ حيث وصل إلى أقل من ١٠٠ ألف، هذا الرقم طبعاً ما زال كبيراً لكنه يعطي أجواء ايجابية في فترة الأعياد فاللبنانيون الذين يعيشون هاجس الارتفاع المتواصل للدولار أصبح حلمهم أن يتوقف هذا المسار التصعيدي لهذا الدولار على الأقل.
في هذا الإطار، رأى الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي الدكتور باسم البواب في حديث لصوت بيروت انترناشونال أن سعر صرف الدولار يتعلق بأمرين، الأول العرض والطلب، والثاني الموضوع السياسي، مشيرًا إلى الأمور الإيجابية التي حصلت خارج لبنان كالاتفاق السعودي الإيراني وفتح السفارات بين بعض الدول الإقليمية، والذي أعطى صورة إيجابية عن إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وبعض الحلول في الأشهر القادمة، وهذا ما أدى إلى انخفاض الطلب على الدولار.
والأمر الثاني يقول البواب هو أن مصرف لبنان سحب السيولة بالليرة اللبنانية من الأسواق، إضافةً إلى أنّه أصبح التعامل بالدولار بشكل كبير بحيث لم يعد إلا محطات البنزين والذين يطالبون بدورهم بدولرة أسعار المحروقات.
وإذ لفت البواب إلى أنّ مصرف لبنان عمد إلى تخفيض سعر منصة صيرفة كي تتناسب مع سعر السوق السوداء للدولار، أشار إلى أنّ الاستيراد انخفض خلال الشهرين الماضيين نتيجة الحركة التجارية الضعيفة على أبواب شهر رمضان، وبالتالي ينخفض الطلب على الدولار، مشيرًا إلى أنّه مع مجيئ المغتربين بمناسبة الأعياد سيرتفع الاستيراد، وبالتالي سيرتفع الطلب من جهة كما سيرتفع العرض.
كما رأى البواب أن هناك عامل آخر لانخفاض سعر صرف الدولار وهو تقاضي الموظفين رواتبهم على سعر منصة ٦٠ ألف ليرة والذي رفع القوة الشرائية بالدولار، مشيرًا إلى أنّ الناس يشترون حاجياتهم بنسبة ٩٠٪ بالدولار، أي أنه لم يعد هناك سيولة كبيرة بالليرة اللبنانية.
وتوقع البواب أن يستمر الدولار في الانخفاض في حال ظهر المزيد من الأمور الإيجابية في السياسة الدولية والإقليمية إلى أن يتثبت على سعر صرف معين، إذا حصل اتفاق مع صندوق النقد الدولي، أما إذا لم يحصل هذا الاتفاق وكانت الأجواء السياسية سلبية، فالطلب سيزيد على الدولار لا سيما وأن الواردات في لبنان تفوق الصادرات كثيرًا، ولدينا عجز في المدفوعات، وعندها سيعود سعر صرف الدولار إلى الارتفاع على مستوى أكبر.