الجبهة الجنوبية
صدمة كبيرة يعيشها الشارع اللبناني منذ يومين على وقع الانفجارات المتنقلة في المناطق الممتدة من بيروت إلى البقاع والجنوب، لأجهزة “البيجر” والأجهزة اللاسلكية التي يحملها عناصر “حزب الله”. في وقت اشتعلت المخاوف بشكل غير مسبوق من احتمال الانزلاق إلى حرب شاملة، بل وإقليمية، نتيجة التطورات الأخيرة.
إذ تعتبر العملية السيبرانية التي استهدفت أجهزة الاتصالات الخاصة بـ”حزب الله” إحدى أعقد الهجمات التي نفذت ضد الحزب، ومن المعروف أن “حزب الله” يعتمد على شبكة اتصالات خاصة ومنفصلة عن الشبكات العامة لضمان سرية اتصالاته وأمنها، سواء داخل لبنان أو في سوريا.
وفي تحليل لكيفية الاختراق، قال خبير سيبراني أمني لـ”الأنباء” الكويتية: “قد تكون إسرائيل اخترقت النطاق الترددي الذي يستخدمه حزب الله للتواصل. وبشكل عام، لكل تردد قدرة استيعابية محددة من حيث عدد الأجهزة التي يمكنها استخدامه في شكل آمن وفعال. ومن خلال الدخول إلى هذا التردد وإرسال إشارات إلكترونية معينة، يمكن تحميل هذا النطاق بأعباء تفوق قدرته الاستيعابية، ما يؤدي إلى زيادة حرارة البطاريات أو المكونات الإلكترونية داخل الأجهزة المتصلة. وبالتالي، قد يؤدي ذلك إلى انفجارها نتيجة السخونة المفرطة”.
المصدر أوضح أنه “لم تتأثر أجهزة الاتصال اللاسلكي الخاصة بالقوى الأمنية والمستشفيات والمؤسسات، لأن تلك الأجهزة على الأرجح تعمل على ترددات مختلفة ولم تتعرض لنفس الهجوم الإلكتروني. فالهجوم استهدف شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب تحديدًا، ما يشير إلى دقة التخصيص والتوجيه في هذا الهجوم”.
وفي معلومات “الجمهورية” من مصادر موثوقة، فإنّ “حزب الله” ماضٍ في تحقيق أمني وتقني دقيق وواسع وقاسٍ في ما خصّ أجهزة “البيجر”، ضمن فرضيات مفتوحة على خطّ يمتد من الداخل إلى الشركة أو الشركات المصنّعة والجهة المصدّرة. وذلك ليس لتبيان البصمات الإسرائيلية المؤكّدة فيها، بل لجلاء كل الملابسات الكامنة خلف هذا الاختراق وتحديد المتورطين المباشرين وغير المباشرين فيه، وكيفية اختيار هذا النوع من الأجهزة، ومن ثم توضيبها وطريقة شحنها وإيصالها من مصدرها إلى لبنان .
إلى ذلك، أبلغ مصدر حكومي “الجمهورية”، أنّ الساعات الأخيرة شهدت اتصالات حكومية مكثفة في اتجاهات ومراجع دولية مختلفة، كاشفة أنّ “الأجواء الدولية متأثرة بقلق كبير من التطورات الخطيرة في المنطقة وجنوح إسرائيل نحو توسيع نطاق الحرب”.