وجّه وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، رسالة إلى المعلمين لمناسبة عيد المعلم، قال فيها:
“في عيد المعلم هذه السنة نستمر بالنضال في مواجهة الأزمات وسط الظروف الاستثنائية بعدما تمكنا من التغلب على العديد من المشكلات في العام الماضي بالتعاضد والتكاتف مع المعلمين الذين يشكلون عصب التعليم ونبضه في رسالتهم وعطائهم. وقطعنا أشواطا كبيرة بالتصميم والجهد في إعادة انتظام العملية التعليمية والتأسيس للنهوض رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة والامكانات المادية المحدودة.
في عيد المعلم اليوم أجد نفسي ملتحما مع جميع أفراد الهيئة التعليمية في القطاعين الرسمي والخاص وعلى المستويات كافة، نتحمل المسؤولية الوطنية التربوية عن إعداد أجيال تتطلع إلى المستقبل بعين الأمل، ونحن في أسوأ الظروف التي مرت وتمر على وطننا الحبيب لبنان.
طالت فترة الأزمات وتنوعت الضغوط التي يتعرض لها مجتمعنا، ووطننا لكن اكثرها ألما ما يجري في جنوبنا العزيز، من تهجير للأهالي وإقفال للمدارس وانتقال للمتعلمين والمعلمين، أو صمود الكثير من العائلات التي لا يتوافر لها مكان تذهب إليه، وسقوط شهداء وضحايا بين المعلمين والتلاميذ، لكننا عملنا معكم وضمن الامكانات المتاحة على توفير مدارس الإستجابة ونجهد لتطوير القدرات للتعليم من بعد.
نواجه في هذه الظروف الكثير من الصعوبات، وسط أزمات سياسية واقتصادية وأمنية تركت تداعياتها على القطاع التربوي، لكننا نجحنا مع المعلمين وإدارات المدارس في البدء بعام دراسي شبه طبيعي نستكمل معه مناهجنا باستثناء جرحنا النازف على الحدود الجنوبية، ما يجعل عيد المعلم مكللا بالتضحيات ومتوجا أيضا بالإنجازات والعمل الدؤوب لتجاوز الأزمات، ونسعى بكل جهد لاستكمال الإمتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، وإجراء الإمتحان المدرسي للمرحلة المتوسطة.
في عيد المعلم، أهنئكم مع عائلاتكم وأتمنى لكم دوام الصحة والنجاح في تأدية رسالتكم، على الرغم من أن ما نجحنا في تقديمه إليكم من مضاعفة الراتب سبع مرات وإضافة بدلات الإنتاجية، لا يرتقي إلى مستوى ما تستحقونه”.
وتابع :”أعدكم بمواصلة السعي مع الحكومة ومع المجلس النيابي إلى وضع سلسلة جديدة للرتب والرواتب تجعل أوضاع المعلمين المادية أكثر قبولا لتعزيز استقرارهم وحفظ كرامتهم، وذلك بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة للمالية العامة، كما أعدكم بتأمين بدلات الإنتاجية في العطلة الصيفية لأن جهودكم مطلوبة لإنجاح المدرسة الصيفية وتعويض الفاقد التعلمي وإنجاز الإمتحانات الرسمية”.
إن رسالتي موجهة إلى المعلمين في الرسمي والخاص، فكما نجحنا في تعزيز الصمود والاستقرار لمعلمي الرسمي في الملاك والمتعاقدين، عملنا على توفير حد أدنى لمعلمي الخاص عبر الاتفاق الذي وقع بين إدارات المدارس ونقابة المعلمين وصندوق التعويضات، ونسعى لتأطيره قانونيا لتستقر أوضاع الهيئة التعليمية وتنتظم أمورها.
نحن على أبواب اعتماد المناهج التربوية الجديدة، وبالتالي فإن أفراد الهيئة التعليمية مدعوون للتدريب على روحية المناهج وأهدافها وطرق التعليم المعتمدة على استخدام التكنولوجيا، وعلى التقويم بالكفايات. ومهما كانت التأثيرات المنتظرة من التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي على التربية، فإنه لا مناص من حضور المعلم في الصف، ليسهر على تربية النشء ويشكل في نظر تلامذته القدوة والموجه”.
وختم الحلبي: “أجدد معايدة كل أستاذ ومعلمة ومعلم في عيد المعلم، والرهان كبير عليكم في زمن التحديات الكبرى، لتبقى التربية عصب نهوض لبنان. ونحن لن نستكين مهما بلغت قساوة الظروف بالبقاء إلى جانب المعلمين، لتحقيق حياة كريمة تليق بهم وبالرسالة التي يحملونها.
تحية إكبار ومحبة واحترام لكل معلمي لبنان ومعلماته. وكل عيد معلم وأنتم ولبنان بخير”.