السبت 25 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 9 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الراعي: غالبية المسؤولين السياسيين فقدوا معنى السلطة

ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة سيدة لبنان في ملبورن – أستراليا، وعاونه راعي الأبرشية المطران أنطوان شربل طربيه، رئيس أساقفة ملبورن المطران بيتر كومنسولي، مساعده المطران مارتن آش، المطران بولس صياح، وكاهن الرعية المونسنيور جوزف طقشي ومعاونه الخوري ريشار جبور، وبمشاركة الأب المدبر إبراهيم بو راجل الانطوني، النائب العام في الأبرشية المونسنيور مرسلينو يوسف، ولفيف من الكهنة والرهبان .

حضر القداس قنصل لبنان في ولاية فيكتوريا زياد عيتاني، قنصل لبنان العام الفخري في ولاية تسمانيا فادي الذوقي، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الأم نزها الخوري، وحشد من أبناء الرعية والجاليات اللبنانية والعربية.

وألقى البطريرك الراعي عظة بعد قراءة الانجيل قال فيها: “من أراد ان يكون الأول بينكم فليكن خادمًا للجميع، مع عيد ارتفاع الصليب بدأ زمن الصليب او زمن النهايات الذي ينتهي في الاحد الأخير من شهر تشرين الأول وهو الزمن الأخير من السنة الطقسية. في هذا الزمن نتأمل بمجيء يسوع المسيح الثاني بالمجد انه زمن الواقعات الجديدة أي زمن الموت وما بعد الموت الخلاص الابدي والهلاك الابدي الدينونة ونهاية العالم ولذلك جميع الاناجيل التي سنسمعها حتى الاحد الأخير من تشرين الأول سوف تكون حول صعوبات حياتنا وعلامات نهاية العالم حتى مجيء الرب يسوع في حياتنا وهذا الأهم. نحن في هذا الحياه نسير باتجاه ملكوت الله وعلينا عبور جسر الموت والدخول عبر باب جديد اسمه الموت فلا نخاف منه ان كنا استعدينا له فحياتنا التاريخية معدودة، بعضنا ينعم عليه الله بعمر مديد، البعض الاخر يرحل في سن مبكرة. تتفاوت الأعمار عند الرحيل ولكن أحدا لا يعرف متى تأتي ساعته لذلك جميع الاناجيل تذكرنا بضرورة الاستعداد للعالم الثاني”.

وأشار إلى أن “زمن الصليب يضعنا امام فكرتين أساسيتين: الأولى اننا نكرم صليب يسوع علما انه كان وسيلة للتعذيب والقتل ولكن عندما مات عليه الرب يسوع اصبح الصليب علامة الخلاص وينبوع الغفران والمصالحة واذا كنا نكرم صليب المسيح فنحن ملتزمون بمصالحة الله وبالتوبة وطلب الغفران عن خطايانا والمغفرة لبعضنا البعض حتى نكون مسيحيين حقيقيين. والوجه الآخر من الصليب يذكرنا أنه بقيامة الرب يسوع من الموت انتصر على الشر والخطيئة، أعطانا إرادة الانتصار على الموت والشر في هذا العالم. القديس اغوسطينوس يختصر حياتنا بالقول ان الكنيسة بجميع أبنائها تسير في هذا العالم بين اضطهادات العالم وتعزيات الله أي بين الصعوبات من كل الأنواع وفي الوقت نفسه مع العزاء الإلهي. هذه علامات الصليب، وإنجيل اليوم يقدم لنا النهج الجديد لمفهوم السلطة في البيت والكنيسة والمجتمع والدولة ويقول من أراد ان يكون الأول، أي يتحمل المسؤولية، عليه أن يكون خادما للجماعة فالمسؤولية هي خدمة أي بذل وعطاء وتضحية بالذات والوقت والراحة وإلا فهي لم تعد سلطة. وأعطانا المثل بأنه هو ابن الانسان لم يأت حتى يخدمه الناس بل العكس لقد اتيت لكي أخدم الناس، هذا هو مفهوم السلطة الذي أعطاه الرب يسوع. وكما الأهل مع ما يمثلانه من سلطة في البيت وتضحية وبذل وعطاء هكذا يجب ان تكون السلطة في الكنيسة مع كاهن الرعية ومطران الأبرشية والبطريرك والبابا، ما من سلطة في الكنيسة للتمجيد الذاتي.

وختم الراعي: “كذلك بالنسبة للدولة السلطة فيها يجب أن تكون خدمة وعطاء. مشكلة المجتمعات المدنية أن غالبية المسؤولين السياسيين فقدوا معنى السلطة فأصبحت تسلطا ومصالح خاصة وإهمال للشعب. نحن نعيش هذا الأمر في لبنان واطلب منكم ان تصلوا معنا على نية كل واحد يحمل السلطة في لبنان لكي يعود إلى ذاته وضميره ويتذكر قول الرب يسوع أنه ما من سلطة إن لم تكن بذلا وخدمة وعطاء”.