في أول إطلالة له بعد إعلان وقف إطلاق النار في لبنان، ألقى الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، كلمة تناولت التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد خلال الحرب مع إسرائيل، حيث أكد على صمود المقاومة وقدرتها على إفشال أهداف العدوان.
استهل الشيخ قاسم كلمته قائلاً:”صبرتم وجاهدتم، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان وعلى الجبهات. كررنا مراراً أننا لا نريد الحرب، ولكننا جاهزون لها إذا فرضها العدو”.
وأوضح أن إسناد المقاومة لقطاع غزة في تشرين الأول 2023 كان مسؤولية وطنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وأكد أن الحرب الإسرائيلية التي بدأت منذ 64 يوماً كانت تهدف إلى إبادة حزب الله وتهجير سكان الشمال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن العدو بنى استراتيجيته على فرضية إنهاء المقاومة بسرعة عبر ضرب منظومة القيادة واغتيال القادة، بمن فيهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، إلا أن المقاومة استطاعت استعادة زمام المبادرة سريعاً.
وأوضح قاسم أن “الحرب الإسرائيلية أربكتنا لعشرة أيام فقط بعد تفجير أجهزة القيادة واغتيال عدد من القادة”، لكنه شدد على أن المقاومة تمكنت من إعادة بناء منظومة القيادة والسيطرة ووقفت صامدة على الجبهات.
وأضاف: “الإسرائيليون توقعوا تحقيق أهدافهم في وقت قصير، لكن صمود المقاومين الأسطوري أدخل اليأس إلى صفوفهم وأرعب جيشهم”.
وتابع: “بدل تهجير 70 ألف من سكان شمال إسرائيل كما خطط العدو، أجبر صمود المقاومة مئات الآلاف منهم على النزوح، فيما خسر الجيش الإسرائيلي عدداً كبيراً من جنوده وعتاده العسكري”.
كما أشار إلى أن “إسرائيل اختارت التدمير نتيجة انسداد الأفق العسكري لديها، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها”.
وقال”سنتابع مع أهلنا عملية الإعمار ولدينا الآليات المناسبة وسنتعاون مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد في إطار اتفاق كما سنهتم أيضاً باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب الرئيس”.
وأشاد قاسم بالخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله قبل الحرب، قائلاً إنها أثبتت فعاليتها في مواجهة العدو وأخذت بعين الاعتبار كل السيناريوهات المحتملة. كما نوّه بوحدة اللبنانيين التي فوّتت على إسرائيل فرصة تحقيق أهدافها عبر إشعال الفتنة الداخلية.
وتابع: “إسرائيل راهنت على كسر إرادة المقاومة، لكنها خرجت من هذه الحرب خاسرة ومهزومة. النصر الذي تحقق اليوم أكبر من نصر 2006، فهو نصر أوقف العدوان من موقع القوة وتحت النار”.