التقى اللواء عباس إبراهيم، في مكتبه في بيروت، مجموعة من الإعلاميين ومؤسسي “مجموعة حل النزاعات ومنتدى الحوار والثقافة”، في حوار مفتوح عن “طوفان الأقصى” وما يتعلق به من تطوّرات وتقييم الاحتمالات المتوقعة.
وأشار اللواء إبراهيم إلى “أن تلك الحرب ليست حربا عادية، فهي حرب وجودية بكل ما للكلمة من معنى: حرب محاور. وهو يؤكد أن مشكلتنا ليست مع اليهود بل مع الصهاينة. فالصهيوني عنده مشكلة مع المسلم والمسيحي على حد سواء. وان قوة “حماس” لا يمكن مقارنتها بقوة إسرائيل، وعلى الرغم من ذلك فإن الطوفان مُستمر”.
وعن الدورين الأميركي والبريطاني في الحرب، فقال إنه “لا خيار إلا أن يساندا إسرائيل سياسيا، معتبرا أن سياق الأمور خطير، لأن “إسرائيل تحاول أن تقسم العالم بين شرق وغرب، مسلمين ومسيحيين، لتأخذنا الى نظرية هاملتون – صراع الحضارات – فتحاول بذلك أن تجر كل الغرب وراءها من خلال تلك النظرية( نظرية القطيع) مع أن مسيحيي الشرق ليسوا مع إسرائيل، فتكون سياستهم نتيجة لذلك سياسة غبية”.
وعن زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا له يوم الأحد الماضي، أكد اللواء إبراهيم أنه على “تواصل مع الإدارة الأميركية في إطار محاولة أو إزالة احتمال انزلاق لبنان للحرب..لكن ما يجري في لبنان هو نتيجة وردة فعل لما تقوم به إسرائيل وليس سببا! السبب في غزة والمقاومة في لبنان هي جزء من المحور وردة فعلها طبيعية.
وعن الوضع في مخيم عين الحلوة بعد الاشتباكات الأخيرة التي حصلت فيه: “ما حصل أخيراً في مخيم عين الحلوة، هو محاولة لإزالة المخيم، وكذلك ما حصل في السويداء لليد الإسرائيلية بصمة أساسية فيه.… وان كانت مشروعهم هو التوطين فهناك “مشاريع سوف تفاجئهم”.
وعند سؤاله الى أين تتجه الأمور، عبّر اللواء إبراهيم عن قلقه، وقال: “إسرائيل تتصرف بطريقة لا عقلانية – كالثور المجروح – والضغط عليها لتخفيف الوحشية التي تقوم بها خصوصاً نتنياهو الذي لم يعد لديه شيء يخسره. وهو رجل مريض ولديه مشكلة شخصية. والمشكلة أن إسرائيل ليست مستعدة أن تسمع حتى الأميركيين – لا يمكن للأميركيين أن يقولوا لإسرائيل نحن معك، ثم يطلبون منها أن تخفف من تصعيدها”.
وجرى نقاش حول الوضع اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية، أكد اللواء إبراهيم “أن الدعوة الى الحوار ما زالت مفتوحة – وبأننا طلبنا من الجميع التدخل ولم يأت ذلك بنتيجة”.
وبشأن مسألة الغاز، ربط اللواء إبراهيم ما قالته الشركة بالحرب الدائرة، وقال: “الشركة كان عليها أن تحفر 500 متر إضافة الى ما حفر”.
ورفض اللواء إبراهيم الحديث عن “شراكة في وطن” بينما “الهويات الوطنية الحديثة تقوم على “مبدأ المواطنة والدولة”، مؤكدا “احترامه الخصوصية اللبنانية”. ولفت إلى أن “هذه الخصوصية” صارت “بطاقة إقامة للخارج في الداخل وهذا الخارج لا هم له إلا تنفيذ اجندات على حساب كل لبنان”.
واستغرب “الاستجابة الرهيبة” لهذه “الاجندات التي ما لبثت ترفع الجدران والحواز مانعة إياهم من “حوار ضروري” خصوصا في الازمات”.
واعتبر “أن ما يحصل في لبنان لا يبشر بأي خير خصوصاً مع وجود فريق يرفض الحوار في المطلق ولا يطرح في المقابل أي بديل سياسي يعيد للمؤسسات اعتبارها. وقال: “إنه كان يتوقع، واثر العدوان على غزة، ان يحصل التفاف وطني داخلي على طريق حماية لبنان، لكن ما حصل كان مزيدا من الانقسام وبعضهم راح يفرك يديه استعدادا لرهانات جديدة”.
وقال إنه “تناهى الى مسمعه ومن مصدر موثوق ان رئيس احدى القوى السياسية – ورفض ان يسميه – كان يبشر منذ أشهر بوقوع حرب تغير وجه الشرق الأوسط. وها نحن فيها وإن كانت الأمور في خواتيمها”.
ورداً على سؤال، شدد على أنه مع “فقدان ضمانة الدولة مقابل تنامي العصبيات المذهبية والحزبية، فان اللبنانيين بكل مكوناتهم فقدوا جميعا اية ضمانة بدليل ما آلت إليه الأحوال”.
وفي نهاية اللقاء، عبّر اللواء إبراهيم عن قلقه من “تطور الأمور ومن أن تتجه إلى الأسوأ، وكل ذلك يعود الى حجم الأداء الإسرائيلي”.