مدفعية إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان (رويترز)
وصفت مصادر سياسية متابعة خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله أمس “بالهادئ والمتزن، حيث أبقى الإصبع على الزناد من دون مكابرة أو تراجع مفندًا بالأرقام خسائر العدو الإسرائيلي الذي لا يتجرأ ان يكشف عنها منعًا لإثارة الخوف والرعب لدى المجتمع الاسرائيلي، ومشيرًا إلى أن المواجهات مع العدو ما زالت ضمن قواعد الاستنزاف مع ما تقتضيه الضرورة للسلاح النوعي الموجود بحوزة حزب الله كالصواريخ الذكية والمسيرات الحربية وما شابه”.
المصادر نفسها لفتت، عبر “الأنباء” الإلكترونية، إلى أن نصر الله لم يتطرق إلى الملفات الداخلية والاستحقاقات الداهمة، ولم يخرج عن نطاق الحرب المدمرة التي تشنّها إسرائيل على غزة والمواجهات التي يخوضها حزب الله مع إسرائيل على طول الشريط الحدودي.
بدوره، اعتبر النائب عبد العزيز الصمد، في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية، أن “حزب الله لو كان يريد الدخول في حرب موّسعة مع إسرائيل لكان أعلن التعبئة العامة من اليوم الثاني لطوفان الأقصى، لكنه رغم ذلك ومنذ ذلك التاريخ، هو موجود في الميدان، وهذا ما أكده بالأمس بإعلانه أن التطورات يحددها الميدان”.
وتوقع الصمد أن تطول الحرب على قطاع غزة، الذي “في نهاية المطاف لن يكون كما كان قبلاً، ولن يبقى بمساحته الجغرافية البالغة ٣٦٥ كيلو مترًا مربعًا، وخاصة بعد نزوح السكان من شمال غزة باتجاه الجنوب”، إلا أنه أكد أن “أحدًا لا يمكنه طرد الفلسطينيين من أرضهم، لا إسرائيل ولا غيرها”، وسأل: “إذا كان الميدان يتحكم بقواعد الحرب جنوبًا، فمن هي الجهة المتحكمة بقواعد اللعبة داخليًا لتنتشل لبنان من أزماته بدءًا من التعيينات العسكرية وصولًا إلى إنهاء الشغور الرئاسي”؟
وإلى أن تتبلور الصورة على الصعيدين العسكري والسياسي، يبقى القلق موجودًا من تطورات دراماتيكية يفرضها الميدان، ما يستوجب محليًا جدية في التعاطي مع الملفات الملحة بعيدًا عن حسابات الكسب السياسي.