قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين: “إن الاجتماع الأمني برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن لبنان الليلة الماضية انتهى والموقف إيجابي”، فيما نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن “اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يقترب ولا يزال هناك بعض العمل يتعين القيام به”.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن الاجتماع الأمني انتهى دون اتخاذ قرارات نهائية بسبب عدم القدرة على التوصل لحلول لقضايا حرجة تعيق التوصل الى اتفاق نهائي على حد تعبيره، ولكنه أضاف أن اتجاه محادثات التسوية إيجابي.
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان تلك المشاورات الأمنية مهمة جدا ولا تزال التقديرات الاسرائيلية ترجح إمكانية التوصل لتفاهمات خلال هذا الأسبوع.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي أن “تل أبيب حصلت على ضمانات من واشنطن بحرية العمل في لبنان في حال انتهاك الاتفاق”، فيما قالت القناة 14 “إن نتنياهو يفضل الذهاب لتسوية مع لبنان مع التزام أميركي بالسماح لإسرائيل بالرد على أي خروقات”. وأشارت القناة إلى أن “نتنياهو يتخوف من خطوات أميركية أحادية الجانب بشأن أي تسوية في نهاية عهد الرئيس الاميركي جو بايدن”.
ومن المتوقع أن “يصل إلى إسرائيل اليوم دان شابيرو نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط لإجراء محادثات بشأن الجانب الأمني للاتفاق”.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن “واشنطن تنتظر إجابات وتحديثات من الأطراف وحل قضايا صغيرة تحتاج تسوية”، ونفى ما تحدثت به صحيفة يديعوت أحرونوت عن إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للتوصل إلى تسوية مع لبنان.
وكانت الصحيفة نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن الخلافات بشأن مقترح وقف إطلاق النار في لبنان ليست جوهرية، ويمكن التوصل إلى اتفاق في غضون أيام قليلة.
وفي السياق، نقلت القناة 14 الإسرائيلية، عن مسؤول إسرائيلي وصفته بالبارز لم تسمه، قوله إن “إسرائيل في طريقها لوقف الحرب في لبنان”، ومن المتوقع أن يحدث هذا خلال الأيام القليلة المقبلة، وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق سيوقع أمام الأميركيين، وسيكون مؤقتا قبل الانتقال إلى اتفاق دائم مع لبنان.
ولفت إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي سيتم توجيهها نحو قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مضيفا أن وقف القتال في الشمال الإسرائيلي، يعني عودة الاقتصاد إلى طبيعته، وفتح المجال الجوي أمام الطيران
تأتي هذه التطورات وسط تأكيد مصادر إسرائيلية أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين هدد بالانسحاب من الوساطة مع لبنان إذا لم يكن هناك اتفاق في غضون أيام.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي أنه تم توجيه تحذير للبنان بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق، ستتم مهاجمة أهداف لبنانية.
ونقلت الهيئة عن المصدر نفسه قوله إنه حتى الان لم تهاجم إسرائيل أهدافًا لبنانية وحرصت على التمييز بين أهداف تابعة لحزب الله وأهداف للدولة اللبنانية.
ونقلت الهيئة أيضا عن مسؤولين كبار بالجيش أنهم لم يعودوا يعملون وفق معادلة شن هجمات ردا على إطلاق النار من لبنان ولكنهم يهاجمون وفق خطط منتظمة، على حد تعبيرهم.
وفي سياق متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية: “إن أحد بنود التفاهم بين إسرائيل والولايات المتحدة يشمل حرية عمل إسرائيل على الحدود السورية – اللبنانية في حال حدوث خروق بعد التوصل لاتفاق”.
الموقف اللبناني
في غضون ذلك, قال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أمس الأحد “إن استهداف إسرائيل للجيش اللبناني في الجنوب يمثل رسالة دموية برفض مساعي وقف إطلاق النار”.
وأضاف ميقاتي أن الخطوة تؤكد رفض تعزيز حضور الجيش في جنوب لبنان وتنفيذ القرار 1701، وشدد على ضرورة الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
من جهته قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الأحد إن إسرائيل لم تصدر ردا نهائيا بعد على الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار.
وحذر بوريل بعد لقائه ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري في بيروت “من أن لبنان بات على شفير الانهيار، ويجب الضغط على الحكومة الإسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله لقبول الاقتراح الأميركي والتطبيق الكامل للقرار 1701”.
وحذّر بوريل من أن لبنان بات “على شفير الانهيار” بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، مشددا على أنه “ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الاسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار”.
وكان المبعوث الأميركي ناقش الاقتراح المكون من 13 نقطة والذي يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، خلال جولته المكوكية في وقت سابق من هذا الأسبوع بين لبنان وإسرائيل.
وتركز الجهود الدبلوماسية على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006 وأفضى إلى إنهاء حرب استمرت بين حزب الله وإسرائيل من خلال فرض وقف إطلاق النار.
ونص القرار على حظر وجود أي قوات أو سلاح بخلاف قوات وسلاح الجيش اللبناني وقوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)في المنطقة بين نهر الليطاني وحدود إسرائيل ولبنان.
ويعني القرار ضمنا انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية، ولكن أيضا انسحاب الجنود الإسرائيليين الذين يشنون هجوما بريا في جنوب لبنان منذ 30 سبتمبر/ أيلول.