مرة جديدة يثبت القطاع الصحي في لبنان وبالرغم من الأزمات التي يعاني منها بانه يؤدي دوره الإنساني و الوطني كما يثبت قدرته على المواجهة التي تجلت بشجاعة الجسم الطبي و التمريضي الذي هبّ إلى معالجة العدد الكبير من المصابين إثر الأحداث الأخيرة التي بدأت بتفجيرات البيجر وicom وتلاها الغارة على الضاحية الجنوبية.
عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله يقول لصوت بيروت إنترناشونال كان للتدريبات التي أجرتها وزارة الصحة العامة منذ أشهر في ١٢٠ مستشفى في لبنان تحضيراً للمواجهة الشاملة مع إسرائيل الأثر الإيجابي في جهوزية القطاع الصحي و الطبي و الاستشفائي لمواجهة الطوارئ.
لافتاً إلى أنه عند الإعتداء الإسرائيلي الأكبر الذي طال الآلاف عبر تفجير الأجهزة اللاسلكية تبين أن القطاع الطبي و الإستشفائي كان أكثر من ملتزم و أكثر من متفاني في التجاوب مع هذه الحالة الطارئة و ” استطعنا أن نواجه كل هذا العبئ الكبير في لحظة واحدة بشكل منسق عبر غرفة الطوارئ التي أنشأها وزير الصحة فراس الأبيض و أشرف عليها شخصياً و تمكنا من إستيعاب الضربة مع عظمتها”.
ويلفت عبد الله إلى ان القطاع الطبي عبر عشرات المستشفيات دون تمييز تمكن أن يؤدي الخدمة الطبية المطلوبة و النوعية الجيدة لكل المصابين “و برهنت الهيئات الإسعافية الرسمية و الأهلية أنها على قدر كبير من المسؤولية و تعاطت هذه المرة بشكل منسق وأيضاً عبر غرف الطوارئ كي لا يكون هناك أي تضارب في العمل على الأرض”.
ويؤكد عبد الله أننا استطعنا التعامل بإيجابية وبعمل نوعي و بنجاح مع هذه الضربة الكبيرة التي تلقاها لبنان و تلقتها المقاومة معتبراً أن ما حصل مؤشر بأن القطاع الطبي و الإستشفائي و التمريضي في لبنان بألف خير ” والمهم ليس فقط الرسالة الإنسانية و الطبية التي أدّاها هؤلاء بل الإلتزام الوطني الذي تجلى في الكثير من المستشفيات و المؤسسات و الأطباء حيث تهافت الجميع من كل المناطق لمساعدة المصابين”.
وإذ رأى عبد الله أن هذا المشهد الوطني الكبير يُثبت أن لبنان عند المحن يتخطى كل الإنقسامات و يقف يد واحدة في وجه العدو الإسرائيلي قال المهم ان نتمكن من الصمود الذي يتطلب ليس فقط جهوزية القطاع الطبي و الإستشفائي والتمريضي الذي أثبت انه جاهزاً بل يتطلب أيضاً تأمين مستلزمات الصمود من مواد و تجهيزات و أدوية وغيرها من الأمور المطلوبة كي نستطيع أن نواجه ربما حرب شاملة وواسعة أكثر معتبراً ان هذا الأمر مسؤولية كبيرة و تحدي كبير أمام القطاع الطبي و الإستشفائي و أمام الدولة التي يجب أن تؤمن المستلزمات المادية لصمود هذه المؤسسات لافتاً ان وزير الصحة يبذل كل ما في وسعه للقيام بهذه المهمة وأثبت أيضاً أن وزارة الصحة هي المنسق الأساسي لعمل هذا القطاع بالتنسيق مع نقابات المستشفيات و الأطباء والتمريض “والمطلوب ان نستمر لأن هذا الواجب الإتساني و الوطني هو مسؤولية تقع على عاتق الجميع”.