أشار وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، إلى أنّ “أوروبا والشّرق الأوسط مترابطان جغرافيًّا، ويشتركان في تاريخ طويل ومصالح متداخلة. لقد شهدت المنطقتان عصورًا من السّلام والازدهار والتّعاون. وقد واجه كلاهما أيضًا تحدّيات واحتكاكات واشتباكات”.
وركّز في كلمته خلال حوار روما المتوسّطي، على أنّ “الثّابت الوحيد أنّهما كانا دومًا يؤثّران، ويتأثّران ببعضهما بعضًا بالخير كما بالشّرّ. وعندما يعطس أحدهما يُصاب الآخر بالبرد”. ورأى أنّ “في عالم يتّسم بالعولمة، هناك فرصة قويّة للتّنسيق والتّعاون والازدهار معًا”.
ولفت بو حبيب إلى أنّ لبنان يقع على مفترق طرق بين الحضارات والثّقافات المختلفة، وكان دائمًا جسرًا بين أوروبا والشّرق الأوسط. يواجه لبنان الآن تحدّيات عسكريّة واقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة متعدّدة الطّبقات”، مؤكّدًا أنّ “الدّعم الأوروبي الفعّال أمر ضروري ويمثّل مصلحةً مشتركةً. ويرى لبنان أنّ جهود قوّات حفظ السّلام (اليونيفيل) العاملة في جنوبه، ضروريّة وحيويّة لإحلال السّلام.
وذكر أنّ “اللّبنانيّين ممتنّون لأنّ 17 دولة أوروبيّة تشكّل جزءًا لا يتجزّأ وأساسيًّا في اليونيفيل”، مشدّدًا على أنّ “في هذا الصّدد، يدين لبنان بشدّة أيّ هجوم على قوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في لبنان، ويدعو جميع الجهات إلى احترام سلامة وأمن القوّات ومقرّاتها. علاوةً على ذلك، يدين لبنان الهجمات الأخيرة على الكتيبة الإيطاليّة، ويأسف لمثل هذه الأعمال العدائيّة غير المبرّرة”.
وأضاف بو حبيب: “كانت القناعة السّائدة بين صنّاع القرار السّياسي في مرحلة ما بعد الاستقلال، هي أنّ قوّة لبنان تكمن في ضعفه: إذا لم يكن لبنان يشكّل تهديدًا لجيرانه، فلن يهدّدنا أحد. وبالتّالي، كان للفشل في تنفيذ قرارات الأمم المتّحدة بإقامة الدّولة الفلسطينيّة، آثار سلبيّة على لبنان بدءًا من منتصف الستينيّات. ومنذ ذلك الحين، لم تتحقّق جهودنا لبناء مؤسّسات عسكريّة وأمنيّة قويّة”.
وأوضح أنّ “لكي يحدث ذلك، نحتاج إلى دعمكم لبناء قوّات مسلّحة وأمنيّة للدّفاع عن أراضينا وحمايتها”، مؤكّدًا أنّ “التّحدّيات السّائدة تتطلّب بذل جهود وطنيّة ودوليّة جماعيّة، لبناء أجهزة أمنيّة لبنانيّة قويّة هدفنا الأساسي هو تمكين السّلطة الوطنيّة الشّرعيّة، باعتبارها الضّامن للأمن والسّلام”.