طالب الجيش الإسرائيلي السكان في مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت بالإخلاء في وقت متأخر اليوم الجمعة، بعد ضربات قال إنها استهدفت مقر القيادة المركزي لحزب الله، ولا تزال أصوات الانفجارات تسمع في بيروت وضواحيها حتى الساعة 2:25 بتوقيت بيروت.
ولم يصدر عن حزب الله أي بيان بشأن أمينه العام حسن نصر الله على الرغم من مرور ساعات على الهجوم.
وورد أمر الإخلاء في منشور للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقع إكس، وطالب السكان بالبقاء على مسافة لا تقل عن 500 متر من ثلاثبنايات في المنطقة. وهذا أول إعلان من نوعه يصدر للسكان في الأحياء المزدحمة بالسكان في جنوب بيروت.
وقال مصدر مقرب من حزب الله لرويترز إن نصر الله على قيد الحياة، كما ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أنه بخير.
وقال مسؤول أمني إيراني كبير لرويترز إن طهران تتحقق من وضعه.
وذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله أن سلسلة الغارات الجوية تسببت في تدمير أربعة مبان في الضاحية الجنوبية مع سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين، وهو ما يشكل تصعيدا كبيرا للصراع بين إسرائيل والحزب المدعومة من إيران.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ “ضربة دقيقة” على مقر القيادة المركزي لحزب الله الذي قال إنه “يقع تحت المباني السكنية في قلب الضاحية في بيروت”.
واستهدفت إسرائيل الضاحية الجنوبية، وهي معقل حزب الله في بيروت، أربع مرات على مدى الأسبوع المنصرم مما أسفر عن مقتل ثلاثة من كبار القادة العسكريين للجماعة على الأقل.
لكن هجوم اليوم الجمعة كان أقوى بكثير، إذ هزت انفجارات متعددة النوافذ في شتى أنحاء المدينة وأعادت إلى الأذهان الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل خلال الحرب التي خاضتها مع حزب الله في عام 2006.
وفي نيويورك قال مسؤول إسرائيلي للصحفيين إن الضربة الإسرائيلية على مقر القيادة المركزي لحزب الله استهدفت كبار قادة الحزب، لكن من السابق لأوانه معرفة إن كان الهجوم أودى بحياة نصر الله.
وقال داني دانون مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة للصحفيين إن الهجوم استهدف “اجتماعا لأشخاص أشرار” كانوا يخططون لمزيد من الهجمات على إسرائيل.
وفي بيان بثه التلفزيون، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إن مركز القيادة المركزي كان يقع بعمق تحت مناطق مدنية.
واستهدفت الضربات الإسرائيلية بيروت بعد وقت قصير من تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة هجمات إسرائيل على الحزب، وذلك في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة وسط تلاشي الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكنه أن يحول دون اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن الهجوم يظهر أن إسرائيل لا تكترث بالدعوات الدولية لوقف إطلاق النار في لبنان.
وذكرت السفارة الإيرانية في لبنان على موقع إكس أن الهجوم يمثل تصعيدا خطيرا يغير قواعد اللعبة وسيجلب “لمرتكبه عقابا متناسبا”.
* تصعيد كبير يثير مخاوف في الأمم المتحدة
أثار التصعيد مخاوف في الأمم المتحدة، حيث تعقد الجمعية العامة اجتماعها السنوي هذا الأسبوع. ومن بين الدول التي عبرت عن قلقها فرنسا، التي اقترحت هذاالأسبوع وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما لتقليل التوترات.
وقال السفير الفرنسي نيكولا دي ريفييه في اجتماع لمجلس الأمن “الضربات واسعة النطاق التي وقعت اليوم في الضاحية الجنوبية لبيروت جلبت الدمار وأسفرت عن سقوط العديد من القتلى والمصابين. ويجب وضع حد لذلك على الفور”.
وفي مؤتمر صحفي عقد في نيويورك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “نعتقد أن الطريق إلى الأمام هو من خلال الدبلوماسية، وليس الصراع. قد يبدو الطريق إلى الدبلوماسية صعب المنال في هذه اللحظة، لكنه موجود، وفي تقديرنا، فهو ضروري، وسنواصل العمل مع جميع الأطراف لحثهم على اختيار هذا المسار”.
قالت مصادر أمنية في لبنان إن الهجوم، وهو الأعنف في بيروت منذ ما يقرب من عام من الصراع بين حزب الله وإسرائيل، استهدف منطقة يتواجد فيها عادة كبار مسؤولي حزب الله.
وتصاعدت المواجهة بين إسرائيل وحزب الله بصورة حادة هذا الأسبوع إذ قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية أكثر من 700 شخص في لبنان.
وقال نتنياهو في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة “ما دام حزب الله اختار طريق الحرب، فلن يكون أمام إسرائيل خيار آخر، وإسرائيل لها كل الحق في التخلص من هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى منازلهم بأمان”.
وأضاف “إسرائيل تحملت هذا الوضع الذي لا يطاق لما يقرب من عام. ولقد أتيت إلى هنا اليوم لأقول طفح الكيل”.
وانسحبت عدة وفود بينما كان نتنياهو يقترب من المنصة لإلقاء كلمته فيما هتف مؤيدون.
وقال مكتب نتنياهو إنه سيقطع رحلته إلى نيويورك بعد الهجوم وسيعود إلى إسرائيل اليوم الجمعة.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اليوم الجمعة إن واشنطن لم تتلق إخطارا مسبقا بشأن الهجوم على بيروت.
وتحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي بينما كانت العملية العسكرية الإسرائيلية جارية.
وتقول إسرائيل إن حملتها العسكرية تهدف إلى إعادة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم في شمال إسرائيل بسبب الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله تضامنا مع حليفتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وأدى التصعيد هذا الأسبوع إلى نزوح نحو 100 ألف شخص في لبنان، مما رفع العدد الإجمالي للنازحين بسبب الصراع في البلاد إلى أكثر من 200 ألف شخص.