مع تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل، تتصاعد المخاوف من احتمالية اندلاع حرب جديدة في المنطقة. وفي ظل هذه التطورات، يتزايد الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى حل سلمي يمكن أن يحدّ من تدهور الأوضاع.
ومن المتوقع أن تُصدر بيانات رسمية في الأيام القادمة تعلق بعمليات إخلاء الأجانب من لبنان، في خطوة تُظهر خشية دولية من استعداد الحزب لمواجهة أي تصعيد محتمل من جانب إسرائيل.
وفيما يبدو، يرى الحزب أنه من الأفضل تصعيد الوضع الآن بدلاً من الانتظار حتى يتم الانتهاء من الصراع في غزة، حيث يمكن أن تتفرد إسرائيل بالهدنة هناك وتُحرج حماس.
على الضفة الأخرى؛ أمام حماس خياران صعبان، فإما قبول الهدنة بالشروط الحالية مما يعني السماح لإسرائيل بالتصعيد شمالًا نحو لبنان، أو رفض الهدنة مما سيجلب جاماً من الغضب الأمريكي وسيعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لشن هجوم على رفح.
بالمحصلة؛ الحزب يعلم تماما أن الحرب قادمة لا محالة، لكن بعد غزة، والراجح أنه يصعد ليفرض وقت المعركة على إسرائيل، بهدف فتح جبهتين بدلاً من الانتهاء من غزة ثم الاستفراد به لوحده.
يبقى أمامنا الإجابة، عن السؤال “هل ستتدخل إيران إلى جانب حزبها في حال اندلاع هكذا حرب؟”.
تاريخيًا، كانت إيران تدعم حزب الله في مواجهته مع إسرائيل، لكن الآن، مع تغير المشهد الإقليمي والدولي، تتزايد الشكوك حول استعداد إيران للتورط في حرب جديدة في لبنان. يعزو البعض هذا التردد إلى تفضيل إيران استخدام حزب الله كوسيلة للنفوذ والتأثير في المنطقة، دون التورط في صراع مباشر يمكن أن يضر بمصالحها الإقليمية والدولية.
على الرغم من ذلك، يظل هناك تخوف متزايد من أن إيران قد تقرر التدخل في حال تفاقم الوضع في لبنان، خاصةً بعد تعزيز حزب الله بنيته التحتية بأموال عربية من أجل إعادة الإعمار بعد حرب 2006. وفي حال اندلاع حرب شاملة، فإن الآثار قد تكون كارثية لكل الأطراف المتورطة، وقد تؤدي إلى مزيد من التدهور الإنساني والاقتصادي في المنطقة..