الخميس 12 جمادى الأولى 1446 ﻫ - 14 نوفمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جريمة عاليه تُثير التساؤلات.. أين كان الطفلان أثناء قيام والدتهما بقتل زوجها؟

أيّام قليلة مضت على “جريمة عاليه”، أو الجريمة التي كُشفت من خلال العثور على جثة الضحية “فادي العالية” في منطقة رأس الجبل (عاليه)، وبعد العثور على جثة فادي مرميّة ومغطّاة بأوراق الشجر، عُلم أنّه تم توقيف زوجة الضحية “لينا” وعشيقها، فاعترفا بفعلتهما أي بقتل فادي، بمعاونة صديق العشيق، الذي ووفقًا للمعلومات لا يزال متواريًا عن الأنظار، ومن المرجح أن يكون غادر الأراضي اللبنانية وتوجه إلى إحدى المناطق السورية.

وبالعودة إلى الجريمة التي نُفذّت على مرحلتين: المرحلة الأولى وهي مرحلة وضع السمّ في وجبة غذاء فادي، والمرحلة الثانية هي مرحلة نقل جثته إلى منطقة رأس الجبل والعمل على تشويهها من خلال سكب مادة الأسيد عليها.

والعودة إلى تفاصيل الجريمة ومرحلتيها تأتي من باب طرح علامة الاستفهام حول مكان وجود طفلَي فادي “م. عاليه” (13 سنة)، و “غ. عاليه” (11 سنة)، في أثناء ارتكاب المرحلة الأولى من الجريمة ونقل الجثة من المنزل إلى السيارة.

في هذا الإطار، تحدّث أحد أفراد عائلة الضحيّة “فادي عاليه” لـ”النهار” فأكّد أن “لا معلومات دقيقة ونهائيّة لدى العائلة حول مكان وجود الطفلين أثناء قيام والدتهما بتنفيذ جريمتها”.

وأضاف: “قد تكون والدتهما جعلتهما ينتظران في إحدى غرف المنزل في أثناء تنفيذ الجريمة خوفًا من أن يطرح أحدهم علامات الاستفهام حول غياب الطفلين عن المنزل، في الوقت الذي ادّعت فيه أنّ سيارة أتت وعمل مَن في داخلها على خطف زوجها فادي إلى جهة مجهولة، كما من الممكن أن تكون قد وضعت الطفلين عند أحد أفراد عائلتها متحجّجة ببعض المشاغل أو بحاجتها إلى النزول إلى السوق أو غير ذلك من الأسباب”.

وتابع أنّ “الطفلين موجودان حاليًا عند شقيقة والدتهما “ليليان” بشكل موقت، وخالتهما تهتمّ بهما خلال هذه المرحلة، نظرًا إلى انشغالنا بالمأتم والعزاء ومختلف التفاصيل القضائية والقانونية”.

وقال إنّ “العائلة أحضرت الطفلين إلى مأتم والدهما بغية إعطائهما الحق في توديعه. لكن العائلة لم تكشف لهما أيّ تفاصيل حتى الساعة، وحاليًا نبحث عن اختصاصيين لمتابعتهما ونقل الحقيقة بالطرق الملائمة لهما حتى لا تؤثر الجريمة الكبيرة على حياتهما بشكل كبير، لكننا – مع الأسف – لا نعلم حتى الساعة إن كان أيّ شخص من أفراد أسرة والدتهما قد لمّح لهما عمّا حصل”.

وفي الختام، أشار أحد أفراد عائلة “العالية” إلى أنّ “ملامح الصّدمة كانت بادية بوضوح على “م. عاليه” (13 سنة) خلال مأتم أبيه، فيما كان “غ. عاليه” (11 سنة) يبكي طوال الوقت من دون توقف”.

وفي متابعة لـ”جريمة عاليه”، أكّدت المعالجة النفسيّة إيفي كرم لـ”النهار” أنّ “هذه الجريمة المروّعة التي ارتكبتها السيدة “ليليان بحق زوجها الضحيّة “فادي”، تدّل على أنّ “ليليان”، قد تكون سويّة نفسيًّا، وبالتالي ارتكابها الجريمة آتٍ من مرض نفسيّ أو اضطراب نفسيّ معيّن لا يُمكن تحديد طبيعته إلا بعد خضوعها للاختبارات اللازمة”.

وأشارت إلى أنّ “الأمراض النفسية المختلفة كما الاضطرابات النفسية تسمح للإنسان بأن يتصرف بطريقة عشوائيّة من دون أن يشعر بأنه أرتكب خطأً. وبالتالي، يكون الإنسان في مرحلة عدم القدرة على التمييز بين الخطأ والصحّ. ومَن يعاني مثل هذا النوع من الأمراض يعتبر البشر أشياء لا قيمة لها، أي من السهل التخلّص منهم في أيّ وقت كان، ولأيّ سببٍ بغضّ النّظر عن طبيعة هذا السبب”.

واعتبرت أنّ “مرتكبي هذا النوع من الجرائم، وبسبب مشكلاتهم أو أمراضهم النفسية لا يشعرون بالندم أبدًا”.

كذلك لفتت إلى أنّ “الأمراض النفسيّة الخطيرة قد تودي بأصحابها إلى ارتكاب فعل القتل والجريمة وإلى أشياء لا يتصوّرها العقل البشري؛ فهم أشخاص يفعلون ما يحلو لهام بغاية الوصول إلى أغراضهم المنشودة”.

وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أنّ احتمال إصابة الزوجة “لينا” بمرض نفسيّ لا يبرر لها فعلتها، كما أنّ هناك مجموعة كبيرة من المجرمين الذين يقدمون على ارتكاب الأفعال الجرميّة وهم بقواهم العقليّة الكاملة، كما أنّ الكلمة الفصل في هذا المجال تبقى للأجهزة القضائيّة المختصة.

وعن كيفيّة التعاطي مع طفلَي الضحيّة خلال هذه المرحلة، أكّدت كرم أنّه “يجب تخصيص فريق مؤهل ينقل لهم المعلومة بشفافية وصدق، كما يجب أن تنقل الحقيقة إليهم، ولكن بطريقة تدريجيّة ومبسّطة”.

نصحت المعالجة بأن “يقول الفريق المختصّ للطفلين إنّ الوالدة كانت تعاني من مرضٍ نفسيّ، دفعها إلى إلحاق الأذى بوالدهما. وإذا رأى المختصّون بالقضية أن لا خطر على الولدين في تعاطيهما مع الأم، فيجب إبقاؤهما على تواصل بطريقة معيّنة مع والدتهما”.

    المصدر :
  • النهار