تحدث مصدر ديبلوماسي في باريس إلى “النهار” عن الجولة الإقليمية لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على السعودية وقطر والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، واتصالاته بنظيريه الأميركي أنتوني بلينكن والإيراني عباس عراقجي، والاتصالات التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعديد من الدول الحليفة على خلفية التطورات الأخيرة في لبنان واندلاع الحرب البرية وتصاعد المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، فحدد أهداف هذه الجولة بالنقاط الآتية:
أولا: حشد أكبر عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين للعمل من أجل خفض التصعيد.
ثانيا: التسويق للمبادرة التي أعلنها الرئيس ماكرون لعقد مؤتمر دولي إنساني من أجل دعم لبنان والشعب اللبناني في ٢٤ من الشهر الجاري على مستوى وزراء الخارجية. وقد تم تسليم الدعوات نهاية الأسبوع الماضي وعُيّن أمين عام للمؤتمر الذي يعقد بالتنسيق مع الأمم المتحدة، ودُعي الشركاء العرب والأوروبيون وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
أما بالنسبة إلى أهداف المؤتمر فهي الاستجابة الانسانية العاجلة لحاجات الشعب اللبناني وخصوصا النازحين، ودعم الجيش اللبناني لتمكينه من تنفيذ مهماته وتحمل كامل المسؤوليات التي ستلقى على عاتقه. وسيتم الاعتماد على المطالب والحاجات التى سبق للجيش أن قدمها منذ مطلع العام الجاري، والاستناد إلى الاجتماعات الشهرية للجنة المنبثقة من مؤتمر روما لدعم الجيش، والبحث عن حل للخروج من أزمة النازحين على جانبي الحدود بالاستناد إلى القرار الدولي ١٧٠١، والتقدم في سد الفراغ الرئاسي.
وسوف يعلن المؤتمر تعهدات في المجالين الإنساني والعسكري.
ثالثا: محاولة إقناع السلطات الإسرائيلية بأن استخدام القوة المفرطة لن يؤدي إلى السلام والأمن، وأن استهداف المدنيين والبنى التحتية في غزة ولبنان غير مقبول، وسيفضي إلى مزيد من عزلة إسرائيل داخل المجتمع الدولي والرأي العام.
رابعا: التضامن مع الجاليات الفرنسية في لبنان وإسرائيل ومع الديبلوماسيين في السفارات. وقد وضعت باريس خطة لإجلاء رعاياها من لبنان، ولكن لم يتخذ قرار حتى الآن.
خامسا: إعراب فرنسا عن حضورها إلى جانب إسرائيل في احتفالات الذكرى الأولى للسابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وكشف المصدر أن وزير الخارجية الفرنسي لمس لدى نظرائه العرب قلقا من تصرف الدولة العبرية بفائض القوة في المنطقة واستخدامها شعار إنشاء شرق أوسط جديد. وهم قلقون أيضا من التهديد الإيراني وزعزعته لدول المنطقة.
وشجع النظراء العرب وزير الخارجية الفرنسي على مواصلة الجهود من أجل وقف النار في غزة، ودعموا المبادرة الفرنسية – الأميركية لوقف القتال في لبنان والتوصل إلى حل للأزمة اللبنانية.
وأشار المصدر إلى أنه بمعزل عن إضعاف “حزب الله” وتراجعه إلى ما وراء الليطاني، ليس لدى الجانب الإسرائيلي إستراتيجية واضحة بالنسبة إلى لبنان. وشدد وزير الخارجية على ضرورة الاعتماد على الديبلوماسية بدلا من الحرب للتوصل إلى الحل المنشود.
ولفت المصدر إلى أن السفراء العرب أكدوا خلال اجتماعهم مع مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية آن غريو تضامنهم مع لبنان وغزة وجددوا مطالبتهم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية واستخدام فرنسا جميع وسائل الضغط التي في حوزتها لردع إسرائيل ثنائيا وأوروبيا.
وشددت غريو من جهتها على أن فرنسا تواصل الجهود مع السلطات الإسرائيلية من أجل خفض التصعيد، وكذلك مع الشركاء العرب عبر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للتوصل إلى حل سياسي.
وتعتبر باريس أن أسس الحل الديبلوماسي هي انسحاب “حزب الله” من جنوب الليطاني وتعزيز “اليونيفيل” لتنفيذ مهماتها كاملة وفق الولاية التي حددها مجلس الأمن استنادا إلى القرار ١٧٠١، ومعالجة النقاط الخلافية في الحدود البرية بحسب “النهار”.