الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم
تحدّث الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في كلمة متلفزة مساء اليوم، عن آخر التطورات على الساحة الجنوبية وعن مسيرة تشييع “سيد شهداء الأمة” السيد حسن نصر الله، موجها “التعزية والتبريك بقائد هيئة أركان كتائب القسام الشهيد محمد الضيف أبو خالد وكلّ الشهداء في الميدان “.
وقال “ما حصل في غزة، هو نصر حقيقي للشعب الفلسطيني”.
وبارك للشعب الفلسطيني “استمرارية المقاومة وجبهات المساندة وكل من عمل معكم”.
وعرض قاسم لما يحصل من “خروق اسرائيلية واعتداءات مستمرة في الجنوب والنبطية وغيرها، وفي البقاع والشمال”، وقال: ”كل المسؤولية تقع على الدولة اللبنانية في أن تتابع بشدة وحزم وأن تطالب بذلك الدول الكبرى الراعية لاتفاق وقف النار”.
ودعا الى أن “تلتزم أميركا المتورطة في كل الإجرام الاسرائيلي في كل المنطقة وليتمّ الضغط عليها”.
وأعلن قاسم “إننا كمقاومة إسلامية صبرنا كلّ هذه الفترة لتأخذ الدولة فرصتها الكاملة”، مؤكدا أن “المقاومة مسار وخيار نتصرّف بحسب تقديرنا في الوقت المناسب”، وقال: “خسرنا سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وقادة شهداء وشهداء وهذه خسائر حقيقية موجودة في الميدان”. أضاف: ”جمهورنا يعيش هذه العزة ويشعر بحالة استمرارية للمقاومة”.
وعرض لما حصل في ٢٦ كانون الثاني، في اليوم الستين لوقف النار، يوم انتهاء المهلة، وما جرى مع “أهل الارض” في يوم العودة، وقال: ”مقاومتنا مرفوعة الرأس وكلّ الجمهور الذي يشارك معها كذلك. ونحن أمام صمود أسطوري قلّ نظيره من قبل المقاومين. واذا أردنا أن نقول من حرّر لبنان، سنقول هذا الشعب الأبيّ مع مقاومته”.
ولفت الى أن “إسرائيل تخرق الاتفاق ولا تهتمّ لشيء”، وقال: “الشعب جنبًا الى جنب مع الجيش اللبناني والمقاومة الأبّية وكلّ هذه التضحيات والعطاءات”.
ورأى أن “هناك حملة مضادّة ترعاها الولايات المتحدة وإسرائيل ودول خارجية بمواكبة فريق داخلي يروّج للهزيمة”. وقال ”لم نتحدث عن النصر المطلق فهذه معركة فيها أرباح وخسائر”.
وأوضح أن “التحرير الشعبي يتكامل مع المقاومة الجهادية المسلّحة والجيش اللبناني”، معتبرا ان “الجنوب شهد وأعطى لنا صورة عظيمة ويقول لا إمكانية لاسرائيل أن تبقى فيه محتلّة”، وقال: ”ليعلم الجميع أن التضحيات مهما بلغت ستؤدي الى تحرير الأرض وخروج اسرائيل”.
وأكد أن “من لديه مبدأ لن يتخلّى عنه اذا انجرح أو تأذّى ولا يستلم اذا ضُغط من الطغاة”، معلنا ان “تبعية أميركا لا تغرينا”.
وقال “لن نستسلم ولن نركع والمقاومة الاسلامية ستبقى ولن نغيّر من اتجاهنا وقناعاتنا لأنها مبنية على الحقّ”.
التشييع
ثم تطرق قاسم الى موضوع التشييع، فقال: “شهيدنا الأسمى، سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، استشهد في وقت كانت الظروف صعبة ولم يكن لدينا إمكانية حتى نقوم بواجب التشييع وحتى نستطيع أن نقوم بهذا المشهد الذي يليق بهذه القامة العظيمة، هذا الشهيد، الشهيد السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، استحوذ على قلوب الأمة واستحوذ على قلوب العالم، هذا الشهيد استطاع أن يكون نموذجًا ورمزا وقائدا ومعشوقا ومحبوبا ومُتفانيا في سبيل الله تعالى، هذا الشهيد هو أيقونة حقيقية أمام كل العالم وأمام كل الأحرار وأمام كل العطاءات، أعتقد أنّه شخصية لا مثيل لها. نحن قرّرنا بعد أن حالت الظروف الأمنية للتشيع أن يُدفن سماحة سيد شهداء الأمة وديعة، وبعد أن دُفن وديعة كل هذه الفترة ارتأينا أن نختار يوم 23 شباط، يوم الأحد، من أجل إقامة تشييع مَهيب جماهيري واسع وفي آنٍ معًا هناك شخصيات من الداخل ومن الخارج وقوى وأحزاب ومسؤولين ومعنيين سيحضرون إن شاء الله هذا التشييع، ونحن نتأمّل أن يكون تشييعا مهيبا يليق بهذه الشخصية العظيمة، وأعتقد أنّه سيُؤكّد رسالة سماحة السيد الشهيد، رسالة سيد شهداء الأمة، وسيكون له الأثر الكبير”.
وأضاف “في الوقت نفسه، وفي التشييع نفسه، سيتم تشييع السيد الهاشمي، السيد هاشم صفي الدين رضوان الله تعالى عليه، لكن بصفة أمين عام، لأنّه في الحقيقة بعد شهادة سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه في 27 أيلول مرّت ثلاثة أو أربعة أيام وكُنّا قد أنجزنا بحسب الآلية المعتمدة في حزب الله انتخاب سماحة السيد هاشم كأمين عام، وكان يُفترض خلال يوم أو يومين أن يتم الإعلان، لكن استشهد في 3 تشرين الأول قبل الإعلان بيوم أو يومين. بالنسبة إلينا نعتبر أنّ سماحة السيد هاشم صفي الدين استشهد كأمين عام وقرّرنا أن نُؤجّل هذا الإعلان إلى هذا الوقت على أساس أن يكون هذا التوصيف حاضرًا في أثناء التشييع. الشهيد السيد هاشم شهيد معطاء، مُجاهد، كان عضدًا للأمين العام السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، وكان دائم الاهتمام بشؤون الناس واهتمامه بالمجاهدين مُميّز جدًا. إذًا سيكون لدينا تشييع في 23 شباط، التشييع للأمين العام سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، وللأمين العام سماحة السيد هاشم صفي الدين رضوان الله تعالى عليه. التشييع سيكون واحدًا، لكن الدفن سيكون في مكانين، دفن سماحة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه سيكون في قطعة أرض اخترناها بين طريقي المطار القديم والجديد، أما سماحة السيد هاشم فسيكون دفنه في بلدته ديرقانون. على كل حال، كل تفاصيل التشييع ستُعلن إن شاء الله تعالى من قبل المعنيين، نحن شكّلنا لجنة سمّيناها اللجنة العليا لمراسم التشييع للشهيد الأسمى والشهيد الهاشمى، هذه اللجنة هي تضع كل المخططات، كل برامج العمل، ورفعنا شعارًا لمراسم التشييع هو “إنّا على العهد”، نحن مستمرون إنّا على العهد، إن شاء الله سنستمر على نهج السيد الشهيد والسيد الهاشمي وسنكون من الذين يحملون هذه الراية إلى آخر المطاف إن شاء الله تعالى وإلى الانتصارات المتتالية”.