معتمدًا أسلوب الإثارة والتشويق، ومستندًا على أداء الترقب والغموض كجزء من حرب نفسية، يلجأ أمين عام حزب الله حسن نصر الله، إلى التمهيد لخطابه يوم الجمعة المقبل، عبر بث مقاطع فيديو يظهر فيها من دون القول أو التصريح.
يكاد هذا الأسلوب يكون الأول من نوعه الذي يعتمده حزب الله ونصر الله شخصيًا، من خلال الظهور بشكل متدرج، سواءً عبر رسالة مكتوبة، أو اجتماع مع قيادات حماس والجهاد، وصولًا إلى ظهوره الشخصي بفيديوهات مصورة، إما وهو يخطو إلى إحدى غرف الاجتماعات، وإما وهو بصدد التحضير لخطابه.
يأتي الفيديو الجديد الذي نشر لنصر الله، قبل ثلاثة أيام من موعد كلمته، ليظهره منهمكًا ومنكبًا على التحضير لخطابه وكتابته، كما يركز الفيديو على حركة يدي نصر الله وهو يدل على أوراق موضوعة على طاولة أمامه، وكأنه يشير إلى إحداثيات وخرائط.
وبذلك يكتسب الفيديو معنيين. الأول، المعنى المرتبط بالجانب الخطابي وبالإطلالة من خلال إظهار جهاز الميكروفون أمامه. والثاني، المعنى العسكري المبهم من خلال حركة اليدين وكيفية وضع إصبعه على الخرائط أمامه.
في الفيديو أيضًا، صورة للمسجد الأقصى، أما الخلفية الصوتية فهي لآية من سورة الإسراء في القرآن الكريم وتقول: “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا”. وهذه يفسرها البعض بأنها إشارة إلى إمكانية الانخراط في الحرب، لا سيما أن الفيديو تم نشره بالتزامن مع بدء الاجتياح البرّي الإسرائيلي لقطاع غزة.
إنها من النوادر أن يلجأ حزب الله وأمينه العام إلى مثل هذه الفيديوهات التي تستهدف التحضير لإطلالته، وترتكز على تعزيز الإثارة لدى جمهوره ولدى خصومه في آن، بالإضافة إلى رفع منسوب المعنويات لدى بيئة وجمهور محور المقاومة. وهذا لا بد له أن يقود إلى استنتاج حول إصراره على إطلاق مواقف عالية السقف، وقد تكون استثنائية تتضمن تحديد ملامح المرحلة المقبلة.