الأربعاء 22 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 6 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

زيارة ماكرون بلا لون أو طعم أو رائحة!

يصف ساسة فرنسيون زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إسرائيل و الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنها زيارة بدون لون أو طعم أو ريح، كونها تشبه حوار الطرشان، و تمنح قادة تل أبيب فرصة جديدة لمزيد من العدوان على مدنيي غزة.

ماكرون المثقل بالمخاطر داخل بلده، بعيد خسارات متتالية لبلاده قي حديقة الفرانكفونية الخلفية “أفريقيا”، يريد مجدداً أن يحجز مقعده في قاعة كبار قادة العالم، لكن دون جدوى، لأن مقارباته خاطئة، و شبكة علاقاته آخذة بالإحباط و الفشل الذي لم يستطع أي زعيم فرنسي من قبله تحقيقه.

يطرح سيد الإليزيه على نظيره الإسرائيلي هرتسوغ و رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مقترحاً مثيراً للجدل، و يتمثل بتشكيل تحالف دولي جديد لمحاربة حركة حماس، لكن هذا المقترح الارتجالي لا يعدو كونه مزايدة إعلامية و سياسية غير مقبولة من جانب حلفاء إسرائيل الغربيين أنفسهم.

و يجدد الرئيس ماكرون مواقف بلده فرنسا الداعية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن بأسلوب يخلو من الخطوات التي تعتمد على قرارات الشرعية الدولية، لاسيما و أن وزيرة خارجية فرنسا ، كانت تقود جبهة المدافعين عن إسرائيل في مؤتمر السلام بالقاهرة قبل أيام، و ترفض وقفاً فورياً لإطلاق النار في قطاع غزة.

وهذا التناقض الذي وقع فيه ماكرون، يسلّط الضوء على دوره كـ “ساعي بريد” بين تل أبيب و طهران، حين جدد مطالبته لإيران و أذرعها بعدم الانخراط في صراع عسكري مفتوح، وتلك مطالب يتحدث عنها ماكرون معلقاً على اتصاله الأخير بـ براهيم رئيسي رئيس إيران.

و أما زيارة ماكرون لمقر السلطة الفلسطينية و لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، فهي زيارة خالية من المواقف الصلبة، التي تعالج أسباب الأزمة قبل القفر إلى نتائجها، و قد أحسن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القول حين ذكرها في خطابه قبل ساعات أمام مجلس الأمن الدولي، و ناله ما ناله من نقد إسرائيلي على لسان المندوب الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة، الذي طالب بإقالة غوتيريش شخصياً.