زار السفير العالمي للسلام رئيس جمعية “تنمية السلام العالمي” حسين غملوش، عيادة الدكتور محمد بلحص في محافظة الجنوب بلدة صديقين قضاء صور، ترافقه امينة سر الجمعية المحامية جنى رومية، حيث قدم أدوية خاصة بالامراض المزمنة، في اطار الاعمال الانسانية التي يقوم بها على مختلف الاراضي اللبنانية، من اجل التخفيف من معاناة الناس.
بعد اللقاء، قال غملوش متوجها الى المسؤولين: “لقد سلبتم المواطن أثمن ما لديه كرامته بعدما سلبتموه ودائعه وجعلتموه يستجدي ثمن العلاج على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، دون شفقة او رحمة، وكأنه لا تكفيه معاناته من مرضه واوجاعه فزدتم على ذلك الذل والمهانة ليستجدي من خلال هذه الوسائل مبلغا معينا لاجراء عملية مستعجلة او تأمين علاج اتقاء من الموت المحتم”.
أضاف: “كنا نتمنى لو ان الدولة قامت بواجباتها تجاه مواطنيها ولعبت دورها الرعائي في تأمين ادنى مقومات الحياة الكريمة لأبنائها، الا ان ذلك لم يحصل، لذلك فان هدفنا هو المساعدة في تحقيق العدالة الصحية للجميع على قدر امكاناتنا، واصبح الامر متاحاً بشكل اكبر خصوصا بعد تأسيس جمعيتنا، وبدانا العمل الى جانب الدولة لتسهيل وصول الادوية اللازمة لجميع المواطنين في كل المناطق، كي نضمن لكل فرد فرصة الحصول على العلاج الذي يحتاجه دون اية عوائق”.
وتابع: “اليوم بدأنا من الجنوب لدعم المواطن الصامد في ارضه لنخفف جزءا من معاناته في منطقة جبل عامل بلدة صديقين الابية من عيادة الدكتور محمد بلحص الذي ندر وجوده في ايامنا، العطوف على مرضاه من الفقراء يفتح بيته وعيادته على مدار الساعة وايام الاسبوع لكل من قصده من المواطنين دون تمييز في عرقه او لونه ودينه في كل الظروف في السلم والحرب ولا يبخل حتى بزيارة المرضى في بيوتهم اكثر الاوقات ومجانآً دون مقابل.
من هنا قررت جمعية تنمية السلام العالمي برئاسة السفير غملوش دعم الدكتور بلحص والوقوف دائما الى جانبه بما تستطيع كي يكمل ما بدأ به لخدمة أبناء المنطقة والبلدات المجاورة لبلدته وأهلنا الطيبين ليستمر في مسيرته الانسانية التي يحتذى بها.
واضاف: “ستكون وجهتنا التالية الشمال والمتن والشوف والبقاع وكل المناطق وكل المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم ومذاهبهم”. ودعا الاطباء الذين يرغبون بمساعدة الناس في هذه الظروف الصعبة الى التواصل مع الجمعية، “ونحن مستعدون ان نكون الى جانبه لخدمة الفقراء والمتعففين لتأمين قدر المستطاع الادوية والمعدات الطبية”.
ولفت الى ان تحسين القطاع الصحي وخصوصا قطاع الادوية يتطلب مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار تعزيز الانتاج المحلي وتوفير الادوية المستوردة باسعار معقولة ومقبولة في هذه الظروف السيئة التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان.
وشكر الدكتور بلحص السفير غملوش على انسانيته وتقديماته، وقال: “أتشرف بأن أتعاون مع أناس تحب ان تخدم المساكين والفقراء، ومن النادر ان نجد شخصا يعبر عن هذه الدرجة من الالتزام تجاه تحسين ظروف الاخرين، خصوصا أولئك الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية”، واعتبر أن ما تقوم به جمعية “تنمية السلام العالمي” برئاسة السفير غملوش “يمنح الامل والكرامة في أوقات يحتاج فيها الناس الى الدعم والعون”.
ولفت الى انه كان في صدد اجراء تحديث على المعدات في المركز الطبي، لكن الاحداث الاخيرة أخرت ذلك، لافتا الى اننا “نذهب لمعاينة الناس في المنازل مع ممرضين واطباء، دون ان نتقاضى اي مبلغ خصوصا من العائلات الفقيرة”.
وتابع: “نحن نطمح لانشاء مركز طبي أكبر أو مستشفى، لذلك بدأنا بتحضير عدد من الممرضين والممرضات والاطباء”.
وناشد المسؤولين انشاء مراكز طبية ودعم تلك الموجودة بأدوية نوعية في المناطق الفقيرة، كأدوية السرطان “التي يجدر بنا بذل الجهود الحثيثة لتوفيرها”، واذ لفت الى وجود أدوية مزورة او منتهية الصلاحية في السوق اللبنانية يتم استيرادها من بعض الدول، دعا بلحص الى التصدي لهذه الظاهرة ومعاقبة المرتكبين.
ولفت الى ان الامراض الاكثر انتشارا في لبنان، هي الامراض الجرثومية، بسبب التلوث ثم الامراض المزمنة كالضغط والسكري والامراض العصبية التي تأتي من الصدمات.