أعلن وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى قراره الذي كان أعلنه في خلال الحفل الرسمي الذي أُقيم في معرض رشيد كرامي في طرابلس، برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوم السبت الماضي، والمتضمن “ان مدينة طرابلس أصبحت عاصمة لبنان الأولى والدائمة ثقافيا”.
ومهد المرتضى لقراره بالقول: “طرابلس مكان واحد من ستة حروف:
الطّاءُ طيبُ فضاءٍ وطيبةُ ناس
والراء روحُ مدينةٍ حدودُها رائحةُ الجنّة
والألف إيمانٌ يجابهُ آلاف التحدّيات
والباءُ بابٌ يُفضي إلى بركات القيم
واللامُ لوحةُ حقٍّ وخير وجمال
والسين سماحةٌ وسلام”.
وأضاف: “هذه المدينة تلاقَتْ عليها المدائنُ واتَّخَذَتْها مساحةَ حوار، وبَنَتْها العصورُ منازلَ على وُسْعِ الحضارات، فإذا كلُّ حجرٍ فيها ناطقٌ بلسان، وإذا بها ناطقةٌ فقط بلسانٍ عربيٍّ مبين، لا يُخطئُ مرةً في قولِ السماحةِ والحق”.
وتابع مستعرضاً صفات طرابلس بلسان المدينة:
“أنا مدينةُ العلم والعلماء
أنا الحاضرةُ المملوكيةُ الثانيةُ في هذا الكون، والوحيدةُ التي لا تزالُ مأهولةً إلى اليوم.
أنا حاضنةُ العروبة وحاميةُ قضاياها
أنا الفيحاءُ حكايةُ الإنسانِ والزمان
أنا التي يقولُني الدَّهرُ قصيدةً… على “منبرٍ من صُنْعِ نَيْسان”
أنا التي تكتبُني السماءُ على الأرض بماءِ الزَّهرِ
أنا طرابلس… وكفى بالاسمِ مقالا”.
وأردف بشهادة شخصية منه: “لطرابلس أشهد لها شهادةَ من لمسَ وعاينَ، بأن فيها من الطاقات ما لا يُعَدُّ ولا يُحَدّ. إنها عاصمةٌ بحقٍّ، جديرةٌ بأن تطيل الجلوسَ على عرشِ المدائن، وعلى عرشِ القلوب”.
وخلص بعد ذلك الى إعلان قراره المتضمّن جعلها عاصمة لبنان الثقافية وقال: “إن طرابلس وان لم يتسنّ لها ان تكون العاصمة السياسية للجمهورية اللبنانية على الرغم من أنّها كانت وما برحت مستأهلة لذلك، فإن وزير الثقافة، بإذنكم يا صاحب الدولة، يعلن من ههنا، من معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي الحاضر طيفه بيننا، يعلن هذه المدينة الدرّة، عاصمةً اولى ودائمة للثقافة في وطننا، اعتباراً من تاريخه، مع ما يترتب على ذلك من نتائج”.
وبذلك اصبحت طرابلس، بفعل وزير الثقافة وعملاً بقراره، عاصمة لبنان الثقافية، وسوف يترتب على ذلك ان يصير المركز الأساسي والدائم لوزارة الثقافة موجوداً في طرابلس وان تكون للجهات والمؤسسات المرتبطة بوزارة الثقافة هي بدورها مراكز أساسية في هذه المدينة مع ما لذلك من مردود كبير اقتصادياً ومعنوياً على طرابلس وكلّ الشمال.