عاد الحديث مجدداً إلى الهزات و الزلازل التي تعيشها المنطقة وتحديداً لبنان، وخاصة بعد ما حصل بالأمس من هزة أرضية بقوة 4.8 درجة ضربت الأردن وسوريا في ساعة متأخرة من مساء (الاثنين 12-8-2024) وشعر بها السكان في كلا البلدين، إضافة لسكان المناطق اللبنانية سيما في طرابلس عكار والضنية الذين خرجوا الى الشارع خشية انهيارات نتيجة الهزات الارتدادية.
في السياق أوضح الباحث في الجيولوجيا وعلم الزلازل الدكتور طوني نمر في حديث لصوت بيروت إنترناشونال أن الهزة الأرضية حصلت في سياق جيولوجي معروف في منطقتنا وبالتحديد في غرب سوريا حيث يمر فالق البحر الميت المعروف في غرب سوريا تحت مسمى فالق مصياف ومن ثم فالق الغاب.
وأشار نمر إلى ان الهزة حصلت 3 الى الشرق من فالق مصياف على بعد حوالى 25 كيلومترا من مدينة حماه حيث توجد هناك فوالق متفرعة من الفوالق الرئيسية وتبعتها هزات ارتدادية لتتبعها بعد 3 ساعات هزة أخرى بقوة 4.5 درجات لتكمل بعدها الهزات الارتدادية وهذا امر طبيعي بعد حصول الهزة الأساسية،
ووفقاً لنمر هذه الهزة كانت متوسطة ولو كانت اكثر لكان تأثيرها على الناس و ممتلكاتهم اكبر.
وحول مدى خطورة هذه الهزة، يلفت نمر إلى أنه عندما تكون المنطقة ناشطة زلزاليا تولد هزات صغيرة ومن الممكن ان تولد أيضا هزة كبيرة تشكل خطرا بحسب تأثيرها على الضغوطات والفالق التي وقعت عليه بالإضافة الى الفوالق المحيطة “وليس من السهل تحديد ما اذا كانت ستشكل خطرا مقبلا لأنه بحاجة إلى دراسة تقييمية تستلزم وقتاً طويلاً و عملاً على الأرض “الا ان الامر الجيد ان قوتها كانت متوسطة تبعتها هزات ارتدادية وليس بإمكاننا التنبؤ بهزات أخرى”.
وعلمياً يقول نمر من الطبيعي أن تتبع الهزة الرئيسية هزات ارتدادية لفترة لا نعرف مدتها فهي تبدأ كبيرة بالقوة وفي فترات متقاربة بعد الهزة الرئاسية مباشرة لتبدأ بعدها بالتراجع من دون معرفة مدة استمراريتها.
وعن إمكانية حدوث زلزال، جدد نمر تأكيده على ان المنطقة بطبيعتها زلزالية وهي شهدت عدة زلزال في السابق والمقومات لاتزال موجودة ويمكن لتلك الزلازل ان تتكرر لكن ليس بالضرورة مباشرة بعد هزة امس التي كانت متوسطة “إلا أنه وبحسب رصد الزلازل عالميا فإن نسبة حصول زلزال اكبر من الهزة الأساسية لا تتعدى الـ5% فقط وبالتالي فان نسبة 95% هي لإمكانية حدوث هزات ارتدادية اصغر واضعف من تلك الأساسية وليست اقوى منها.