الأربعاء 5 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 9 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عودة النازحين: ليس الموقف الدولي العائق الوحيد!

لارا يزبك
A A A
طباعة المقال

يعمل لبنان الرسمي في الوقت الراهن على إعداد الملف اللبناني الى مؤتمر بروكسل 7، الذي سيُعقد في 15 حزيران المقبل ومحوره النزوح السوري. وفي حين يعتبر لبنان من الدول التي تحتضن أكبر كم من النازحين وهو يتأثّر أكثر من اي دولة اخرى بأعدادهم وتداعيات وجودهم بما انه منهار اقتصاديا، لا يبدو ان الحماسة الدولية لاطلاق قطار العودة، موجودة.

امام هذا الواقع، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، إن الخشية كبيرة من الا تتمكّن بيروت، اذا لم تتحضر كما يجب، من حيث الارقام والوثائق والمستندات، ومستوى اللقاءات التي سيعقدها ممثلوها في بروكسل على هامش المؤتمر، من إسماع صوتها كما يجب وفرض تغيير في الموقف الدولي من “العودة”.

المصادر تشير الى ان ثمة تبدلا بدأ يلمسه مَن يلتقون مسؤولين امميين في مقاربتهم لقضية النزوح. فحين يواجَهون بالوقائع اللبنانية وبتلك السورية الميدانية حيث باتت الارض السورية والسلام الذي يعم في معظمها، جاهزة للعودة، هُم لا يملكون اي رد مُقنع بل “يهزّون رأسهم ايجابا”، مقرين بذلك بأنه “عمليا” لا مانع امام العودة وبأن المساعدات التي تُرسل الى السوريين في لبنان يمكن ارسالها اليهم في سوريا. في الساعات الماضية، اثار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع القضية مع ممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين إيفو فرايسن في معراب. وشدد جعجع على أن “كسر الجمود والستاتيكو على الساحة السورية يجب ان يؤدي حتماً الى كسر الجمود والستاتيكو في ملف النزوح السوري الى لبنان”، مضيفا أنه “من الواجب علينا الانتقال من مرحلة تنظيم وجود المواطنين السوريين الموجودين حالياً على الاراضي اللبنانية، الى مرحلة تنظيم عودتهم الى بلدهم”. وذكّر جعجع بأن “لبنان واللبنانيين أظهروا اقصى درجات الإنسانية وحسن المعاملة منذ بداية الأزمة السورية”، مشيرا في الوقت عينه الى “أن المسألة تخطت حدود الانسانية ولم يعدْ بالإمكان معالجتها من خلال تقديمات اقتصادية، بل بات من الضروري مقاربتها بجدية منعاً لتفاقمها، باعتبار أن تخفيف الاحتقان الذي نشهده يبدأ عبر خطوات عملية سريعة”.

واذ تلفت الى ان ضرورة اعادة السوريين الى بلادهم باتت محط اجماع بين اطراف محلية عدة، تعتبر المصادر ان ما يثير القلق من عدم تحقيقها، ليس فقط الموقف الدولي، بل ايضا محاولة جهات لبنانية استخدامها للتطبيع مع الرئيس السوري بشار الاسد. فالممانعون يعتبرون ان التواصل مع الاسد ونظامه هو مفتاح العودة، لكن الكل يعرف ان الاخير لا يريد هذه العودة وأنه مرتاح الى ابقاء الثقل السوري السني خارج سوريا وقد قرر الربط بين هذه العودة واعادة اعمار سوريا الذي قد يستغرق سنوات! ويضاف الى هذا المعطى، الصمت الرسمي عن قرار مفوضية اللاجئين دولرة مساعداتها للسوريين في الساعات الماضية. فهل تتقاطع هذه المعطيات كلّها لتفرض على لبنان التحوّل الى ارض بديلة للسوريين بعد الفلسطينيين ؟!

    المصدر :
  • المركزية