وسط مناخ “متجدد” بالشكوك والترقب الحذر يعززه تراجع غير معلن عن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية مجددًا، يعود الموفد الرئاسي الشخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوزير السابق جان إيف لودريان اليوم للمرة الثالثة بصفته هذه، ليبدأ غدًا الفصل الثالث من مهمته وإجراء جولة لقاءات ثنائية مع الكتل والأحزاب حول السبل الممكنة لإنهاء الأزمة الرئاسية.
واستنادًا إلى الأجواء المتوافرة لـ “النهار” فإنه لم يتبدل شيء في أجندة لودريان الذي سيعمل على استكمال مهمته للبحث والتشاور مع القوى اللبنانية حول أفضل السبل للتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وحلّ الأزمة السياسية المستمرة من خلال التوصل إلى توافق يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي الممتد منذ شهر تشرين الثاني الماضي، ووضع صيغة تشاورية محددة ببرنامج وزمان تعبّد الطريق لانتخاب رئيس وإنجازه عبر توافق وتفاهم على صيغته وفق اتفاق الطائف.
وبحسب مصدر ديبلوماسي في باريس، فإن حضور لودريان إلى لبنان يعني أن الموفد الشخصي للرئيس ماكرون لديه شيء جديد سيعرضه على محاوريه وأنه لم يأت إلى لبنان لإعلان فشل مهمته، بل إن لديه طروحات جديدة سيعرضها على القوى السياسية وهي تشكل خطوات عملية لإنعاش مهمته وإعطائها زخمًا لمتابعتها من خلال انتخاب رئيس للجمهورية قبل إعادة تكوين السلطة المفقودة.
ويأمل لودريان في إمكان توصل النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية وهدفه الحصول على إجماع سياسي يؤمن هذا الانتخاب. ويعول على جولته الثالثة في لبنان لمناقشة العقد التي تمدد الفراغ الرئاسي الممتد منذ تشرين الثاني الماضي والتوصل إلى حل لها.