وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة للشعب اللبناني وقواه السياسية، قائلا، “أيها اللبنانيون الأعزاء، اللحظة تاريخية جدا، وواقع البلد من واقع أخطر حرب وما يلزم لليوم الأول بعد وقف النار، واللحظة للتكاتف والتضامن الوطني، وما تم تقديمه بهذه الحرب تضحيات لا سابق لها، والكل شريك بملحمة المقاومة الوطنية والإغاثة الأهلية التاريخية، والنتيجة تكمن بحماية لبنان ومشروعه الوطني ومصالح طوائفه اللبنانية العزيزة، ولا للعداوة الداخلية، ولا للخصومة التي تتعارض مع الواقع التاريخي للبلد، والطوائف طائفة واحدة بمقاس الشرف الوطني وميزان العيش المشترك، ولبنان للجميع بالصيغة والتمثيل والإدارة الوطنية الفعلية، ومصلحة القوى السياسية تكمن بالعيش الميثاقي والوحدة الوطنية وتقديم لبنان كأولوية مطلقة بعيدا عن الزواريب السياسية والطائفية، وبهذه اللحظة التاريخية يجب تلافي أي اختلاف يضر بالمصلحة اللبنانية”.
واكد أن “لبنان الثابت الصامد قيمته من قيمة وحدته الوطنية، وقيمة المسلمين التمثيلية من قيمة المسيحيين التمثيلية والعكس صحيح، ومواجهة اللحظة التاريخية تفترض علينا وحدة سياسية بحجم مصالح العائلة اللبنانية ومشروع شراكتها الفعلية، والوقت الآن للتلاقي لا التباعد، وللجمع لا التقسيم، والكتف واحد، والتضحيات واحدة، والعين على المشروع السياسي الضامن للجميع، خاصة أن لبنان يخرج الآن من أخطر حرب ذات أبعاد تمس صميم الشرق الأوسط، ولا شيء أهم بعد وقف النار من تسوية رئاسية يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يشكل أكبر ضامن تاريخي للعيش المشترك واللحظات المصيرية، وموقع بري بالنظام التمثيلي اللبناني وتاريخه العابر للطوائف يضعه بطليعة القيادات الوطنية القادرة على تمرير تسوية رئاسية تليق بالشراكة التاريخية والصيغة الميثاقية للعائلة اللبنانية، ولا شيء أكبر من لبنان وسيادته، ولا شيء أهم من مشروعنا الوطني، واللحظة الآن للنهوض معا”.
واضاف، “شكرا لكل لبنان، شكرا لكل القوى السياسية والروحية التي لبت نداء ضميرها الوطني والأخلاقي، وغدا يوم آخر من أيام الوحدة الوطنية التي يجب تكريسها كأساس للعائلة اللبنانية ومشروع عيشها المشترك، ولا شيء أكرم على الله والأوطان من قرابين سيادتها وحراس وحدتها الوطنية”.