إعتبر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان في حديث إلى «الأنباء» إن «الإيجابيات التي أبداها رئيس مجلس النواب نبيه بري نيابة عن حزب الله في مقاربته للمسودة الأميركية، استدعت عودة المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى لبنان لوضع اللمسات الأخيرة عليها قبل عرضها على الجانب الإسرائيلي الذي يطالب بحرية الحركة تحت عنوان الدفاع عن النفس».
وأضاف قيومجيان: «يبقى أن ننتظر رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إيجابيات عين التينة ليبنى عليه، إما قرار بوقف إطلاق النار وإما استمرار العنف العسكري في حرب فرضها حزب الله على لبنان واللبنانيين».
وعن غياب الدولة اللبنانية حكومة ومجلسا نيابيا عن مناقشة بنود المسودة الأميركية، قال قيومجيان وهو رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية»: «كان من المفترض في ظل الشغور الرئاسي على الحكومة اللبنانية وان كانت حكومة تصريف أعمال، ان تخوض هي معركة التفاوض مع هوكشتاين تحت مراقبة مجلس النواب.
الا انها وللأسف استقالت من مهامها وتخلت عن دورها ومسؤولياتها وصلاحياتها الدستورية، تاركة لحزب الله ممثلا بالرئيس بري رسم مسار المفاوضات وتحديد الخيارات وكتابة مصير الجنوب والبقاع والضاحية وكل لبنان، علما ان المسودة ليست معاهدة بين دولتين أو اتفاقية بين كيانين مستقلين، بقدر ما هي في حقيقة الأمر ورقة تفاهم حول آلية تنفيذ القرار الأممي 1701 وتسليم حزب الله لسلاحه».
وفي سياق متصل، قال قيومجيان: «في الوقت الذي يستجدي حزب الله وقف إطلاق النار للملمة أنفاسه، ويخوض للغاية نفسها غمار التفاوض مع الإسرائيلي من خلال الرئيس بري، أتحفنا أمينه العام الشيخ نعيم قاسم بإطلالة تحدث فيها عن انتصار السلة على الذلة نتيجة عدم تمكن الإسرائيلي من تحقيق أهدافه، متجاهلا عن سابق تصور وتصميم سقوط أكثر من 3544 ضحية، و15036 جريحا منذ بدء الحرب حتى تاريخه، إضافة إلى تهجير مليون ونصف المليون مواطن لبناني وتدمير عشرات آلاف الوحدات السكنية، وتسوية ما يزيد على 45 قرية ومنطقة بالأرض، وإنهاك القوة الاقتصادية للطائفة الشيعية الكريمة».
تابع قيومجيان: «لا غاية من إطلالة الشيخ قاسم سوى ذر الرماد في عيون البيئة الحاضنة لسلاحه، اذ ان معيار الانتصار من وجهة نظره (الشيخ قاسم)، تبدل بعد شهرين من القتال والمواجهات، فتحول من احتلال الجليل إلى مقاتلة العدو حيث يتقدم داخل الأراضي اللبنانية، وإذ كان أجدى به من جهة ثانية أن يعلن التزام حزبه بالبند الثاني من وثيقة الوفاق الوطني القائلة ببسط سيادة الدولة وحل الميليشيات وتسليم السلاح للجيش، بدلا من تعمده تضليل الناس بقوله إن حزب الله تحت سقف الطائف.
الشمس شارقة والناس ترى وتحلل فكفى استخفافا بعقول اللبنانيين، وكفى محاولات يائسة لتسخيف ما ألحقه حزب الله، ليس بالبيئة الشيعية الكريمة فحسب، إنما بكل لبنان من كوارث ونكبات وانهيارات».
وفي سياق مختلف، وعن الجلسة التشريعية المرتقب انعقادها يوم الاثنين المقبل للتمديد للقادة العسكريين والأمنيين، ذكر قيومجيان أن حزب «القوات اللبنانية» كان من الأوائل الذين تقدموا من مجلس النواب بمشروع قانون يقضي بتمديد سن التسريح من الخدمة العسكرية لرتبة عماد، «يقينا منا بأن إقراره خطوة ضرورية لا بد منها، أولا لمنع المؤسسة العسكرية من الانزلاق إلى الشغور في موقع القيادة، وثانيا لحماية المؤسسة العسكرية من سقوطها في مستنقع التجاذبات السياسية حول تعيين قائد جديد لها.
ختم قيومجيان: “الجيش خط أحمر وتماسكه ضرورة قصوى، خصوصا في هذه المرحلة المفتوحة على كل الاحتمالات، وقد يكون أبرزها انتشاره في الجنوب تطبيقا للقرار الدولي 1701”.