رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم أن “مبادرة كتلة الإعتدال الوطني، لاقت مقابل التأييد الواسع والدعم من قبل فريق المعارضة، رفضاً مبطناً بترحيب شكلي من قبل فريق الممانعة، الذي لم يتردد لحظة شعوره بجديتها، في الانتفاض بوجهها، في محاولة لقطع الطريق مجدداً أمام أيّ إمكانية لإنهاء الشغور الرئاسي، وذلك من منطلق عدم رغبته في انتظام الدولة”.
ولفت كرم في تصريح لـ “الأنباء” إلى ان “فريق الممانعة بقيادة حزب الله، يتعاطى مع الانتخابات الرئاسية على انها مكسب سياسي وليس استحقاقاً دستورياً يستوجب إنجازه، وعليه، فإن ما يريده الحزب في خلفية مفاوضاته مع المبعوثين الدوليين وفي طليعتهم مبعوث الرئاسة الأميركية اموس هوكشتاين، هو مقايضة التهدئة في الجنوب وعدم توسيع رقعة الحرب، بسلة من المكاسب السياسية له في الداخل اللبناني وأهمها رئاسة الجمهورية، لكن ما فات حزب الله وفريقه ان المعارضة لن تسمح بتمرير أيّ صفقة على حساب السيادة والدستور والاستحقاق الرئاسي، فزمن المقايضات وفرض الشروط انتهى وانطوت صفحاته نهائياً بسقوط هيمنة الحزب على مجلس النواب نتيجة التوازن الراهن بين القوى السياسية”.
كما أشار كرم الى أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري خبير في المناورات السياسية، وهو ما جسده مؤخراً بالإشارة الإيجابية التي أعطاها لكتلة الاعتدال الوطني، وذلك من منطلق يقينه ان المبادرة سوف تصطدم برفض المعارضة، إلا ان حسابات الحقل في عين التينة لم تتوافق هذه المرة مع حساباتها على البيدر، الامر الذي اضطر الرئيس بري إلى سحب إشارته بوضع العصي في دواليب المبادرة”، معتبراً بمعنى آخر ان “مبادرة الاعتدال أسقطت الأقنعة وأكدت المؤكد ان محور الممانعة لن يسمح بنجاح أيّ مبادرة من شأنها انتخاب رئيس وانتظام المؤسسات الدستورية، وعلى الكتلة المذكورة بالتالي ان تكشف أمام الرأي العام المحلي والخارجي حقيقة ما جرى معها وتسمية الأمور بأسمائها”.