استمرّت الإعتداءات الإسرائيلية على مناطق لبنانية عدة بين الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، لكن وتيرتها كانت أخف مقارنةً بعمليات يوم الإثنين الماضي، بانتظار ما ستكون عليه التطورات الميدانية اليوم وفي الفترة المقبلة، والأشكال الجديدة التي ستلجأ إليها إسرائيل في حربها ضد حزب الله ولبنان.
التهديدات الإسرائيلية للبنان مستمرّة، وكان آخرها ما صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أشار إلى أن إسرائيل ستواصل ضرباتها، ما يعني أن الحماوة مستمرّة في الأيام المقبلة، إلى أن تتضح صورة الميدان أكثر، فيُعرف ما إذا كانت نيّة إسرائيل حرباً واسعة أم إيصال رسائل للحزب فقط.
لكن لا تفاؤل حيال هذه النقطة، وبات ثمّة إجماع لدى المراقبين، بحسب مصادر سياسية، أن لبنان صار الورقة الأساسية على طاولات المفاوضات والانتخابات الخارجية، فإسرائيل تضغط في لبنان خدمةً للجمهوريين، وإيران تُفاوض خدمة للديمقراطيين، ليكون لبنان مرّة جديدة أسير لعبة الأمم وضحيتها.
وفي سياق متصل، ثمّة إجماع أيضاً على أن الفترة الفاصلة حتى الانتخابات الأميركية غير مضمونة، وهذا ما يؤكّده الباحث السياسي أمين بشير، الذي يقول إن “الكباش مستمر حتى موعد الانتخابات، لأن هذه الفترة هي فترة سماح لنتنياهو المتفلّت من أي ضوابط، والذي يُريد تسجيل نقاط في صالح دونالد ترامب وضد جو بايدن وخلفه كامالا هاريس”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يُشير بشير إلى ان “حزب الله” تلقى ضربات صعبة في الأيام الماضية، “وهو في موقع حرج، لا يُمكنه التصعيد لأنه، وخلفه إيران، لا يُريدان الحرب الواسعة، ولا يستطيع التراجع بعدما أعلن استمراره حتى انتهاء حرب غزّة”.
ويستبعد بشير حرباً برّية، لأن، برأيه، فإن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها بالقصف الجوي نسبةً لقدراتها التكنولوجية الفائقة.
أما وبالنسبة للحل، فإن بشير لا يرى سوى الحل السياسي، ويستذكر تجربة العام 2006 حينما انتهت الحرب بالقرار الأممي 1701، وفي هذا السياق، يُذكّر بحديث الرئيس وليد جنبلاط يوم أمس، “حينما دعا للتوافق وإيجاد الحلول في أسرع وقت”، وبرأي بشير، فإن جنبلاط يستعجل الحل الداخلي قبل أن تنضج التسويات الإقليمية على حساب لبنان.