الجمعة 8 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 11 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مستشار في شؤون التكنولوجيا: الذين نفذوا عملية تفجير البيجر لم يخترقوا الجهاز.. ولكن!

أميمة شمس الدين
A A A
طباعة المقال

في سابقة خطيرة لم تحصل في تاريخ الحروب والشعوب انشغل اللبنانيون و العالم بالانفجارات المتتالية لأجهزة الاتصال والتي تعرف باسم “البيجر” بأيدي عناصر من حزب الله في مناطق مختلفة من لبنان وبقرب العاصمة السورية دمشق و في وقت متزامن و بغض النظر عن تداعيات هذا الموضوع و مدى خطورته و عن الأعداد الكبيرة من الضحايا.

وأعلن وزر الصحة العامة فراس ابيض أن حصيلة الشهداء حتى اليوم كالتالي:

– اثنا عشر (12) شهيدًا من بينهم طفلان، فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات وفتى يبلغ من العمر إحدى عشرة سنة.

– عدد الجرحى يراوح بين 2750 و2800 جريح حيث يتم التدقيق بالأسماء التي تكون قد وردت في أكثر من مستشفى في خضم عملية توزيع الجرحى. من بين الجرحى 750 في الجنوب، 150 في البقاع، 1850 في مناطق بيروت والضاحية. وهم من أعمار مختلفة.

– حوالى عشرة في المئة من الجرحى، أقل من ثلاثمئة (300) بحالة حرجة جدا وجزء كبير منهم في العناية المركزة بسبب الإصابة في الوجه وتأثير ذلك على التنفس وحاجتهم إلى التنفس الاصطناعي ومعاناة عدد منهم من نزيف في الدماغ.

– 1800 جريح أي حوالى ثلثي الجرحى احتاجوا الدخول إلى المستشفى، بعكس ما حصل خلال فاجعة المرفأ عندما لم يحتاج ثلثا المصابين الاستشفاء.

– من بين الـ1800 الذين دخلوا إلى المستشفى، احتاج أربعمئة وستون (460) منهم لعمليات إما بالعيون أو الوجه أو الأطراف ولا سيما اليد حيث أجريت عمليات متعددة لبتر اليد أو الأصابع.

– حوالى مئة مستشفى شاركت في استقبال المرضى، ونقلت 1184 سيارة إسعاف 1817 جريحًا وعملت كافة بنوك الدم، حيث أمن الصليب الأحمر وحده حوالى 200 وحدة دم.

منصة صوت بيروت إنترناشونال سألت المستشار في شؤون التكنولوجيا والاتصالات المهندس عامر الطبش عن جهاز “بيجر”، وكيف حدثت الانفجارات وما هي القراءة التقنية لما حصل، وما مدى خطورة هذا الاختراق و تداعياته؟

فأجاب قائلاً “البيجر عبارة عن جهاز تواصل واتصال أخاذي البث أي انه يستقبل الرسائل بسعة معينة من دون بثها، وهو جهاز بدائي كان يستعمل في الثمانينات والتسعينات من قبل الأطباء والطواقم الطبية والاجهزة الامنية وكل ما يعنى بحالات الطوارئ لافتاً ان عملية استخدام البيجر بسيطة بحيث يتم ارسال رسالة من مركز البث لذلك الجهاز والرسالة قد تتضمن رقما للاتصال به او شيفرة معينة”.

وأشار الطبش إلى تراجع وجود الجهاز في الاسواق بشكل كبير مع بداية استخدام الرسائل القصيرة sms على الهواتف الخليوية غير الذكية “وبدأ خروجه بشكل شبه كامل من الخدمة مع وصول الهواتف الذكية واستخدام تطبيقات التواصل مثل واتساب وغيرها”.

و أردف الطبش “يعتبر البيجر قناة اتصال آمنة لانه لا يعتبر جهازا ذكيا كونه يستقبل الرسائل الصغيرة فقط ويعمل على موجتي uhf وvhf فقط، ويمكن فك شيفرة التواصل من خلال ارقام غير مفهومة لن يفهمها الا من تم ابلاغه عن مضامينها”.

و يؤكد الطبش على أنه لا يمكن اختراق البيجر لانه ليس جهازا ذكيا وهو يفتقد الى البرامج وانظمة التشغيل، “لكن يمكن ان يتم تحميله بطريقة تفوق قدرته او ارسال رسالة معينة تحرك امرا في داخله او في حال كان مبرمجا لتشغيل قطعة معينة في داخله. لكن بالنسبة لعملية التشغيل فان من المؤكد ان ضغطا كبيرا تعرض له الجهاز من خلال عملية ارسال مكثفة تسببت بارتفاع درجة حرارة البطارية ما تسبب بشرارة ادت الى انفجار مواد شديدة الانفجار كانت موجودة بكميات قليلة في داخله”.

ويختم الطبش بالقول “الذين نفذوا عملية التفجير لم يخترقوا الجهاز، بل كل ما في الأمر انه تم تنفيذ امر كان محضرا له مسبقا”.