وحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة، فإنّ نسبة الإصابات في الشمال من مجمل الإصابات في كلّ لبنان تبلغ 13.3 في المئة، وهي تتوزع على الشكل الآتي: 10 إصابات في البترون، 8 إصابات في طرابلس، 13 إصابة في عكار، 22 إصابة في زغرتا، 3 إصابات في الضنية، 5 إصابات في الكورة، وبشري 4 إصابات.
الوضع الصحي في الشمال قد يكون الأكثر حساسية في زمن “كورونا”، نظرًا لعدم قدرة أبناء المناطق الفقيرة، وتحديدًا في طرابلس وعكار، على الالتزام التام بشروط التعبئة العامة والحجر المنزلي. لذا، تتجه الأنظار إلى مستشفيات الشمال، وتحديدًا الحكومية، ومدى جهوزيتها لاستقبال المصابين بـ”كورونا” أو إجراء الفحوصات للمشتبه بحالاتهم.
عدد المستشفيات الشمالية الحكومية يبلغ سبعاً. واحدة في طرابلس، وأخرى في عكار، وفي المنية، وفي تنورين (البترون) واثنتين في بشري وإهدن. وبينما تتفاقم التحديات لجهة تجهيز المختبرات وتوفير أجهزة التنفس الاصطناعي للمستشفيات، لم تشمل خطة وزارة الصحة لتجهيز المستشفيات الحكومية في المحافظات، سوى مستشفى طرابلس الحكومي ومستشفى حلبا، على أن يجري التركيز على الأولى، وفق ما أفاد نقيب الأطباء سليم أبي صالح لـ”المدن”. فـ”مستشفى طرابلس الحكومي يتجهز ليكون المستشفى المركزي لمرضى كورونا في الشمال، وكذلك مستشفى حلبا الحكومي ستتحول إليه بعض حالات الإصابات بالفيروس”.
وعن مستشفى طرابلس الحكومي المؤلف من ثلاثة طوابق وبقدرة استيعابية لنحو 220 سريرًا، يشير مديرها ناصر عدرة لـ”المدن”، أنّ المستشفى ستكون في غضون أسبوع جاهزة لاستقبال حالات “كورونا”، وفق ثلاث خطوات متتابعة. الخطوة الأولى التي بدأ العمل بها، تقوم على تجهيز قسم من الطابق الثالث لاستقبال المرضى، مجهزة بـ 16 سريرًا. الخطوة الثانية، وهي قيد التجهيز في الطابق الأول بغية تفريغ للمصابين وسعته نحو 50 سريرًا، إلى جانب غرف عناية خاصة لمرضى “كورونا”.
وقال عدرة: “لدى المستشفى الحكومي سبعة أجهزة تنفس وثلاثة أخرى جرى التبرع بها، وآلة الـ PCR لفحص كورونا هي قيد التركيب في المستشفى، ومن المفترض خلال أسبوع، أن تكون جاهزة، لأنها تحتاج لتركيب خاص خارج حرمها في مكان مستقل، كما يجري تدريب الطاقم الطبي في المستشفى تحضيرًا لهذه المرحلة”.
وفي المقابل، كان لافتًا أنّ كلّ من مستشفى إهدن الحكومي ومستشفى بشري الحكومي ومستشفى سير – الضنية، غير معتمدة في خطة الوزارة لاستقبال المصابين بـ “كورونا” في الشمال.
على مستوى المستشفيات الخاصة، سبق أن اصدرت وزارة الصحة تعميمًا، تلزم فيه جميع المستشفيات الخاصة أن تتجهز لاستقبال حالة كورونا. والمستشفيات الخاصة في الشمال صار لديها الخطط الخاصة بها لاستقبال المصابين بالفيروس.
والتجهيزات تتفاوت بين مستشفى وأخرى نتيجة الشحّ بالمستلزمات الطبية وأجهزة التنفس. لكنّ طرابلس، تبدو الأكثر جهوزية على المستوى الاستشفائي الخاص، وآلة الفحص PCR متوفرة حاليًا فقط في كلّ من مستشفى المظلوم ومستشفى ألبير هيكل.
ومع ذلك، كانت الأخيرة تصدر نتائج إيجابية للحالات المشتبه بها، ثم تظهر سلبية في مستشفى رفيق الحريري في بيروت. وهو ما يطرح إشكالية علمية حول هذه الفحوصات، لا سيما أنّها لا تزال غير معتمدة رسميًا من قبل وزارة الصحة، بينما الناس تتكبد تكاليف إجرائها في هذه المختبرات.
وحاليًا، تقوم مستشفى هيكل باستكمال تشييد وحدة عزل وفرز خاصة للمشتبه بإصابتهم، خارج مبنى المستشفى الأساسي، كما استحدثت مستشفى المنلا “المنزل المتنقل” خارج مبناها. وتقوم مستشفى النيني بفحص الحالات المشتبه بإصابتها في وحدتي عزل خارج حرمها أيضًا. أما مستشفى المنلا، وبعد حادثة وضع مريضة لمولودها فيها تبيّن لاحقًا أنّها مصابة بـ “كورونا”، فتتجهز لاستقبال حالات المشتبه بإصابتهم.
مستشفى الكورة قطعت شوطًا كبيرًا في هذا الشأن، بعد أن استقبلت حالة مصابة بالفيروس تعاملت معها بسرعة قياسية، وسرعان ما قلبت المستشفى نظامها لاستقبال مرضى “كورونا”، واتخذت كلّ الإجراءات الوقائية اللازمة لطاقمها الطبي وفي تجهيزاتها.
وكانت لجنة إدارة الكوارث والأزمات في بلديات طرابلس طرحت فكرة تحويل فندق “كواليتي إن” إلى مكان للحجر الصحي، بعد أن أصبح مغلقًا. وحسب المعلومات، سبق أن جاءت لجنة تضم خبراء من بينهم من الجيش اللبناني من وزارة الدفاع إلى الفندق. وهناك عمل لتجهيزه وتحضيره.
وفي سياق آخر، يشير النقيب أبي صالح أنّ خطة وزارة الصحة حاليًا، تقوم على تلقي الصدمات على مراحل، وبالتالي التخفيف من العدد المرضى الذين يحتاجون لأسرة في المستشفيات.
وقال: “نحن في لبنان لا نزال في المراحل الأولى من الإصابات، ولم نصل بعد للمرحلة القصوى. ومن المفترض بعد 6 أسابيع أن نعيد تقييم المرحلة بالسؤال: إلى أين؟ لأن الموضوع قد يستغرق وقتًا طويلًا يمتدّ لأشهر. لذا على الدولة وضع خطة طويلة الأمد على المستوى الصحي والاجتماعي والاقتصادي”.