أشارت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، إلى أن “أحد أكبر التهديدات التي تواجه إسرائيل في الساحة الشمالية يتمثل في مسألة الطائرات المسيرة صغيرة الحجم التي تحلق على ارتفاع منخفض، ويصعب اعتراضها”.
وقالت الصحيفة إن “حرباً واسعة ضد حزب الله، أمر لا مفر منه، وستحدث في المستقبل القريب”.
وأشارت “يسرائيل هيوم”، تحت عنوان “كل ما يجب أن تعرفه عن أسراب مسيرات حزب الله”، إلى أنه “في الأسبوع الماضي، قُتل الدكتور محمد حسن فارس، القيادي البارز في حزب الله، والبالغ من العمر 34 عاماً، في قرية قانا في لبنان، وهو عالم محترف حصل على درجة الدكتوراه في مجالات الروبوتات والتعلم الآلي، وتتناول جميع أبحاثه قضية ذات أهمية خاصة، وهي تحديد الأهداف خارج نطاق الرؤية”.
وتقول الصحيفة، إن “أحد أكبر التهديدات التي تواجه إسرائيل في الساحة الشمالية، هو المسيرات، وهي أدوات صغيرة مستقلة تطير على علو منخفض، ويصعب تحديد موقعها واعتراضها. ورصد مركز ألما لدراسة التحديات الأمنية في الساحة الشمالية زيادة هائلة في مثل هذه الهجمات في الشمال في الأشهر الأخيرة”.
ووصفت الصحيفة الزيادة الأخيرة للهجمات بأنها “ليست سوى البداية، وعلى الرغم من تبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلا أن المعركة الكبرى لا تزال أمام إسرائيل”.
وتابعت، “حتى لو لم تكن هناك في النهاية حملة برية في هذه الحرب في الشمال، فليس هناك شك في أن حملة واسعة ضد حزب الله أمر لا مفر منه، وسيحدث ذلك في المستقبل القريب، وفي غضون سنوات قليلة، والجانبان جاهزان له ويستعدان لهذا اليوم، بأنواع مختلفة من القدرات النارية والدفاعية”.
وأوضحت الصحيفة أن “المرة الأولى التي استخدم فيها حزب الله طائرة بدون طيار انتحارية كانت في حرب لبنان الثانية، وكانت من طراز “أبابيل” المصنوعة في إيران، وهي طائرة يتم استخدامها في الحرب الحالية، وفي تشرين الأول 2012، أطلق مسلحو حزب الله طائرة مسيرة من طراز “أيوب” التي قطعت طريقها عبر البحر المتوسط، وفوق قطاع غزة إلى داخل النقب، ووصلت إلى منطقة المفاعل النووي “ديمونة”، وفي النهاية اعترضتها طائرة مقاتلة”.
وتجدر الإشارة إلى أن “العالم يدرك جيداً أن حروب المستقبل ستشمل الطائرات بدون طيار الهجومية، وتجلى هذا بشكل أوضح في الحرب بأوكرانيا التي بدأت قبل عامين واستخدم فيها الروس، وما زالوا يستخدمون، طائرات إيرانية الصنع”، موضحة أن “أي معلومات عن قدرات هذه الأدوات تعود إلى إيران هي في الحقيقة في أيدي حزب الله”.
وأشار تال باري، مدير الأبحاث في مركز ألما، أن “حزب الله لديه نحو 2500 طائرة مسيرة، وربما أكثر من ذلك، وتم استخدام جزء صغير منها، والأخرى تنتظر الحرب الأكبر”.
وأضافت الصحيفة أن “حزب الله يستخدم حالياً طائرتين رئيسيتين بدون طيار، الأولى “ميرساد” وهي نسخة حزب الله من الطائرة “أبابيل”، ونوعين من الطائرات من نوع شاهد “131 و136″، وهما عبارة عن مسيرات موجهة بنظام تحديد المواقع (GPS) وتهدف إلى الانتحار من أجل أغراض محددة”.
أما ميرساد، فهي طائرة يتم توجيهها بواسطة كاميرا وعصا التحكم، وتحمل صواريخ صغيرة وخمسة كيلوغرامات من المتفجرات، وتتضمن أيضاً رأساً حربياً متفجراً يبلغ حوالي 40 كيلوغراماً من المتفجرات، ويقول باري: “حزب الله لم يستخدم بعد مجموعته الكاملة من الطائرات بدون طيار، يمتلك الإيرانيون طائرات متطورة، ويبدو أن حزب الله يمتلكها أيضاً، وهي أدوات قادرة على الوصول إلى مئات الكيلومترات”.
ووفقاً لباري، فإن “إطلاق تلك الصواريخ لا يتم بشكل ارتجالي، بل بصواريخ موجهة”، لافتاً إلى أن “حزب الله لم يكشف بعد عن كافة قدراته، لكن التقديرات الإسرائيلية تؤكد أنها موجودة بشكل واضح”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “حزب الله يبحث عن الثغرات ونقاط الضعف. وفي الأسبوع الماضي، ضربت طائرة مسيرة تابعة لحزب الله بالون “تل شميم” الذي كان متمركزا عند تقاطع جولاني، واصفاً الهجوم بأنه ضربة مؤلمة بشكل كبير لنظام مصمم للكشف والتحذير من التهديدات المتقدمة في شمال البلاد، وأن حزب الله يدرك جيداً الأدوات الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي التي تهدف إلى الحماية والاستعداد لها”.