أكد مصدر ديبلوماسي أن “المنطقة تقترب بسرعة فائقة من أتون النار ، واحتمالاتُ توجيه واشنطن ضربة الى سوريا باتت قوية جداً، والتطوّرات المحيطة بهذا الأمر توحي بأنّ المسألة دخلت مرحلة العدّ العكسي ومن شأن الضربة إنْ حصلت، ان تقود العالم الى تأجيج المزيد من الحروب المشتعلة أصلاً، أو ربّما الى فتحِ جبهات جديدة عابرة للحدود”.
وأضاف المصدر نفسه لصحيفة “الجمهورية”: “القرار بالضربة العسكرية قد لا يكون مستجداً، إنّما هو متخَذ، وما ينقص هو تحديد ساعة الصفر، وثمّة مؤشرات على ذلك، بدأت بالتغييرات التي شهدتها الإدارة الأميركية اخيراً وتعيين من يسمَّون بـ”الصقور” فيها. فهيمنةُ هؤلاء على الادارة تشِي بأنّ فترة التفاهمات التي شهدتها العلاقات الأميركية – الروسية حول الملف السوري قد باتت صفحةً من الماضي، والغلبة الآن، ستكون للمعسكر المتشدّد، المتعطش لعملٍ عسكري يعيد للولايات المتحدة ما يَعتبره فرصةً ضائعة في الشرق الأوسط.
ودعا المصدر الديبلوماسي “الى رصدِ موقف روسيا وردّةِ فِعلها حيال ايّ خطوة تصعيدية أميركية في سوريا”، وقال: “التصعيد الذي تقوده واشنطن حالياً، سيدفع حتماً بالعلاقات مع روسيا إلى أقصى درجات التوتر، ويجب الّا نغفل انّ التهديدات الأميركية بعمل عسكري مباشر ضد جيش النظام السوري ، قابلها تأكيد روسي، بأنّ أيّ خطوة أميركية متهوّرة ستُستتبع بردٍّ مباشر على مصادر النيران، حتى إنّ الرئيس بوتين، حذّر بشكل واضح، من أنّ أيّ اعتداء «باليستي» على روسيا أو حلفائها، سيُعدّ بمثابة هجوم نووي، يَستدعي بالتالي الرد، باستخدام أحدثِ الأسلحة الاستراتيجية.
عون يراقب
في هذه الأجواء تابَع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطوّرات الجارية بشأن الملف السوري والحراك العسكري الإقليمي والدولي. من خلال عددٍ من التقارير الدبلوماسية والعسكرية التي تُحاكي الإجراءات الأميركية والغربية وردّات الفعل المتعددة، وأجرى اتصالات مكثّفة مع المعنيين من المراجع الدبلوماسية والعسكرية داعياً الجميع الى رصدِ التطوّرات.
ولم تشَأ الدوائر المحيطة بالرئيس الإشارة إلى أيّ موقف خارج إطار الثوابت اللبنانية ممّا يجري على الساحتين السورية والدولية، بانتظار جديد التطوّرات مؤكّدةً بأنّه سيكون لرئيس الجمهورية موقفٌ من أيّ جديد بالحجم الذي يَحفظ المصلحة اللبنانية ويبقيها خارج دائرة التوتر ويحمي الثوابت اللبنانية من كلّ ما يجري.
المصدر صحيفة الجمهورية