فيما يحاول لبنان التعايش مع أزماته المستجدة من جراء الحرب، يبدو أنّ البلاد ستكون أمام تحدّ جديد فرضته التطورات الميدانيّة حيث استهدف الطيران الإسرائيلي محيط معبر المصنع بالغارات فجر اليوم الجمعة، ما أدى إلى قطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا.
في هذا السياق، أكّد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، من عين التينة، أنّ “معبر المصنع اليوم يشكّل ممرًا إنسانيًا للنازحين”، مشددًا على أنّ “المجتمع الدولي يجب أن يقف أمام مسؤولياته الأخلاقية، إذ من الواضح أننا سنشهد حصارًا جويًا وبريًا”.
وأضاف حمية، أنّ “إسرائيل تفرض ما يشبه حصارًا غير معلن على أراضينا”.
وقال في حديث لـ “الجزيرة”: نناشد المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته لحماية المعابر، مشيرًا إلى أن “على المجتمع الدولي أن يتدخل لتحييد المدنيين والمرافق العامة”.
مع الإشارة إلى أنّ معبر المصنع الذي يقع في منطقة البقاع، يعدّ الأهم للعبور بين لبنان وسوريا.
وشهد المعبر في الأيام الماضية عبور الآلاف من النازحين الذين اجتازوا الحدود من لبنان إلى الأراضي السورية، هربًا من الغارات الإسرائيلية.
تزامنًا، كانت تل أبيب قد حذَّرت على لسان متحدثين باسمها من عمليات نقل أسلحة إيرانية لـ “حزب الله” عبر مطار رفيق الحريري الدولي.
حيث قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي : “لن نسمح بنقل وسائل قتالية إلى حزب الله بأي طريقة. نحن نعلم عن عمليات نقل أسلحة إيرانية إلى حزب الله ونقوم بإحباطها. طائرات سلاح الجو تقوم بطلعات جوية في منطقة مطار بيروت الدولي. حتى الآن الدولة اللبنانية، بخلاف الدولة السورية، تصرفت بمسؤولية ولم تسمح بنقل وسائل قتالية عبر المطار”.
وشدد أدرعي على أنه “لن يُسمح لرحلات جوية معادية مع وسائل قتالية بالهبوط في مطار بيروت. مطار بيروت هو مطار مدني ويجب الحفاظ عليه بهذه الصورة”.
على وقع هذه التهديدات، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط MEA محمد الحوت لـ “صار الوقت” عبر “mtv”، أنّ حركة الطيران في ظلّ هذا الوضع “مدروسة”، فالمخاوف موجودة طبعًا، والإقدام على أيّ خطوة لا يتم إلاّ تبعًا للجنة تنعقد يوميًا وتقيم الوضع.
ورأى الحوت أنّ “المطار حتى الآن ما زال مُحيّدًا، ونأمل بأن يظلّ كذلك وما يحصل في محيطه مزعج بشكل كبير لكن يمكن التعامل معه والاستمرار في هبوط الطائرات وإقلاعها”.