أصبح وقف إطلاق النار في الشمال أقرب من أي وقت مضى. فبعد نحو 14 شهراً من المناوشات وتبادل إطلاق النار بين الجانبين، صرح مسؤول أميركي كبير اليوم (الاثنين) بثقة بأنه ”ستكون هناك تسوية“، وذلك بعدما كشف موقع ”واي نت“ الاسرائيلي الليلة الماضية أن إسرائيل أعطت ”ضوءاً أخضر“ لإنهاء القتال في لبنان. وقال مسؤولون في لبنان ودبلوماسي غربي في حديث مع وكالة رويترز للأنباء أن واشنطن أبلغت بيروت أن وقف إطلاق النار يمكن أن يعلن ”خلال ساعات“، رهناً بموافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي السياسي الأمني المصغر الذي يتوقع أن يجتمع غداً.
و كشف الموقع عن بعض التفاصيل في اتفاق وقف اطلاق النار بين حزب الله و اسرائيل
ما هو هذا الاتفاق؟
هدنة ”الـ 60 يومًا“: كجزء من الاتفاق، ستبدأ القوات الإسرائيلية بالانسحاب من جنوب لبنان – الذي من المفروض أن يكتمل خلال 60 يوماً(ستكون الولايات المتحدة يعاونها بعض الدول هي المسؤولة عن هذا الانسحاب). هذا في الواقع هو نوع من ”التجربة“ لاختبار ما إذا كان الاتفاق قابلاً للتطبيق، وفقط بعد الانتهاء من الانسحاب والانتشار على طول الخط الأزرق ستدعو إسرائيل سكان الشمال الذين تم إجلاؤهم في بداية الحرب للعودة إلى منازلهم.
في الشهرين القادمين حتى لحظة عودة السكان، ينوي الجيش الاسرائيلي تغيير انتشاره في الخط الثاني من قرى جنوب لبنان. ومن المفترض خلال هذه الفترة أن يتراجع حزب الله شمال خط الليطاني. وينص الاتفاق أيضًا على أن تبدأ إسرائيل ولبنان المفاوضات بشأن النقاط الحدودية المتنازع عليها بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
دخول الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل: بحسب الاتفاق، في نهاية انسحاب الجيش الإسرائيلي، فإن من سيملأ المساحة التي خلفتها القوات الاسرائيلية جنوب الليطاني، هو الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل .
قوات الجيش اللبناني، بالتعاون مع اليونيفيل، ستكون مسؤولة عن مراقبة الأسلحة في جميع أنحاء لبنان. وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية هما اللذان سيتولىان فرض القانون ومنع تهريب الأسلحة وإنتاج الذخيرة في أراضي البلاد ليستخدمها حزب الله. علاوة على ذلك، فإن الدول الغربية، وعلى الأغلب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ستقوم بتسليح الجيش اللبناني، حتى يتمكن من القيام بدوره بشكل تام.
لجنة التنفيذ الدولية – بمشاركة فرنسا: سيتم بموجب الاتفاق تشكيل لجنة دولية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وسيكون دورها مراقبة تنفيذ الاتفاق – والتي ستستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701. وستكون بريطانيا وألمانيا وفرنسا أعضاء في هذه اللجنة أيضاً، رغم معارضة إسرائيل لاشتراك فرنسا في هذه اللجنة.
ففي اسرائيل ، اعترضوا على مشاركة فرنسا في اللجنة، بل واشترطوا تعهد باريس بعدم تنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت في محكمة لاهاي. في المقابل، أصر لبنان على مشاركة فرنسا، ويبدو أن إسرائيل اضطرت إلى التراجع في هذا الموضوع. أما واشنطن فأكدت أن وجود فرنسا مطلوب لوجود الاتفاق، بل وأكثر من ذلك، من المفترض أن يرسل الفرنسيون جنوداً إلى لبنان يساعدون في تطبيقه على الأرض. و تشير بعض المعلومات الى أنه من الممكن أن يكون هناك مشاركة لدولة عربية واحدة على الأقل.
و أكد الموقع بأن اسرائيل لم تلتزم بتجنب استهداف كبار قادة حزب الله في حال انتهاك الاتفاق, كما لم تستجب في الاتفاق المحتمل لمطالب إعادة أفراد حزب الله المحتجزين لديهم.
الوثيقة الجانبية الأمريكية، التي ستسمح بالتدخل العسكري الإسرائيلي: بحسب الوثيقة الجانبية التي وقعتها الولايات المتحدة، والتي بحسب بعض المصادر ليست جزءًا من الاتفاق مع لبنان وحزب الله، ستُمنح إسرائيل حرية العمل للتصرف فورًا ضد تهديدات مثل إطلاق الصواريخ أو استخدام عبوة ناسفة. كما ستتمكن إسرائيل من منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان على الجانب السوري. أما بالنسبة للتهديدات غير الفورية، فسيكون لزاماً على إسرائيل أن تتصل بلجنة التنفيذ وأن تطلب التعامل الفوري مع هذه التهديدات. وإذا لم يتحركوا، فسيكون بوسع إسرائيل أن تتحرك، وسيكون للبنان الحق أيضاً للدفاع عن النفس.
.