حسن نصر الله
أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنّ “العدوان الذي حصل على مدينة النبطية والصوانة هو تطور يجب التوقف عنده”، وأنّ “استهداف المدنيين واستشهاد عدد كبير منهم هو أمر متعمد”.
وفي كلمته في الذكرى السنوية للقادة الشهداء اليوم الجمعة، أعلن نصرالله أن “استهداف المقاومة للأراضي المحتلة هو رد أولي على مجازر العدو بحق المدنيين في قرى جنوب لبنان”، متوجهاً للصديق والعدو بالقول إن “نساءنا وأطفالنا الذين قتلوا في النبطية والصوانة وغيرها من قرى الجنوب سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماءً”، مؤكداً أنّ “هذه الجبهة لن تتوقف مهما اعتديتم وقتلتم وهددتم”.
وفي السياق، قال نصر الله: “للتذكير فإنّ هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة ما يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة إلى ايلات”.
كما لفت نصرالله إلى أنه “رغم كل ما فعله العدو ويرتكبه الصهاينة في الضفة وغزة، فعلى الأميركيين والإسرائيليين أن يفهموا أنهم في فلسطين أيضًا أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات”، متطرقًا إلى الجبهة اليمنية، قائلاً إنّ “الشعب اليمني يواصل استهداف السفن على الرغم من العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن وشعبه، لأن المعركة الأساسية مرتبطة بالمعادلات الضاغطة لمصلحة أهل غزة”.
ونوّه إلى أنّ “البعض يتحدث عن كلفة المقاومة وتبعاتها في لبنان، وهؤلاء يدعوننا إلى الاستسلام”، معلنًا عن خيارين، “إما المقاومة أو الاستسلام”، متسائلًا “ايهما أكبر كلفة؟”، مؤكدًا أنّ “ثمن الاستسلام باهظ وخطير ومصيري جدًا”، ولافتًا إلى أنه “من المهم عدم الذهاب إلى أي معركة جانبية لا تخدم الهدف الحقيقي”.
وأوضح أنّ “الاستسلام كان يعني تهجير أهل الجنوب وراشيا والبقاع من المناطق التي احتلها العدو في لبنان، ولا سيادة ولا استقلال ونهب خيرات هذا البلد ووجود سفير صهيوني في لبنان ولا عزة ولا كرامة وخضوع وهوان وعبودية”، مشيرًا إلى أنه “لو استسلم الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما لكان أهل غزة خارجها وأهل الضفة خارجها ولكانت “اسرائيل” اليوم متمكنة في كل المنطقة”.
وتابع نصرالله أنه “من الطبيعي في هذه المعركة أن يرتقي شهداء مقاتلين من حزب الله أو حركة أمل وهذا جزء من المعركة المستمرة والمفتوحة ونحن ننال من العدو حين نستطيع والعدو ينال منا حين يستطيع”، موضحًا أننا “في قلب معركة حقيقية في جبهة تمتد أكثر من 100 كليومتر وارتقاء شهداء من المقاومة جزء من المعركة”.
في الوقت نفسه أكد السيد نصرالله أنه “عندما يصل الأمر إلى قتل المدنيين، فهو أمر له حساسيته لدينا”، موضحًا أنه “عندما نستطيع أن نقوم بأي عمل لتحييد المدنيين وحمايتهم يجب أن نقوم به”، لافتًا إلى أنّ “هدف العدو من قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف عن مساندة غزة”، معلنًا أنّ “الجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة العمل المقاوم في الجبهة وتصعيده”. وهنا توجه نصرالله لإسرائيل بالقول إن “استهداف المدنيين يزيدنا غضبًا وتوسعًا وعملًا في المقاومة”.
بالمقابل، أكّد نصرالله أنّ “المقاومة جعلت العدو يعيش أزمة وجود، ذروتها تجلت في طوفان الأقصى”، مشيرًا إلى أنّ “من جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا تبيان الحقائق لأنّ ما جرى منذ 7 تشرين الأول / اكتوبر إلى اليوم هو تزوير تاريخي”، موضحًا أنهم “أرادوا أن يصنعوا من حماس “داعش”، ووضع أساس قانوني لإنهائها وهذا أكبر تزوير حصل في السنوات الأخيرة”.
وقال نصر الله إنّ “العدو لم يستطع أن يقدم للعالم طفلاً واحداً مقتولاً كما ادّعى اعلامهم”، مشيراً إلى أنّ “العالم حكم على حماس والجهاد بمجرد اتهامهم من قبل العدو الصهيوني دون أي تحقيق أو دليل، بالمقابل فإنّ هذا العدو يقتل يوميًا النساء والأطفال دون أي إجراء أو رد فعل من قبل دول العالم”.
وأكد أنه “إذا تمّ فتح تحقيق حول 7 أكتوبر سينهار الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدعيه نتنياهو وبايدن بإصرارهما على القضاء على حماس”، مشددًا على أنّ “أكبر ظاهرة نفاق يشهدها العالم اليوم هي السياسة الأميركية تجاه ما يجري في فلسطين وغزة”، موضحًا أنه “إذا توقف الجسر الجوي الأميركي المفتوح لنقل الأسلحة إلى كيان العدو تتوقف الحرب على غزة شاء نتنياهو أم أبى”.
هذا ولفت السيد نصرالله إلى أن “القوافل من الشهداء والجرحى ومن الأهالي الذين هُجروا ودمرت بيوتهم منذ بداية الصراع مع العدو كانت الصفة الأهم”، موضحًا أنّ “هؤلاء لم يضعفوا ولم يهنوا مهما كبرت التضحيات وواصلوا الطريق وحفظوا الوصية”.
وختم الأمين نصر الله بأنّ “العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا أو اخفائه لهم كما حصل مع الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، يمكن أن يدفعنا إلى التراجع ويجعلنا نضعف أو نتخلى عن المسؤولية، فإنّ ذلك لن يحصل أبدًا”.