الأثنين 27 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 11 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نصر الله: لن نكتفي بما يجري جنوبًا.. وأعددنا العُدّة لأساطيل الأمريكيين في المتوسط

شدد أمين عام حزب الله حسن نصر الله على أنّ معركة طوفان الأقصى أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وأكثر من ساحة، لافتًا إلى أنّ هناك 4 عناوين كانت ضاغطة على المقاومة الفلسطينية وأدت إلى تفجّر عملية “طوفان الأقصى” وهي ملف الأسرى وملف القدس والمسجد الأقصى وملف الحصار على غزة، إضافة إلى المخاطر الجديدة التي بدأت تتهدد الضفة الغربية من استيطان وهدم واعتقال يومي ولم يحرك أحدًا ساكنًا، فيما كانت سياسة العدو تزداد عدوانًا وظلمًا، وكان لا بدّ من حدث كبير لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية أولى في العالم، فكانت “طوفان الأقصى”.

أمين عام حزب الله أكد في خطابه اليوم، أنّ عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينيًا مئة في المئة، “هذه العملية قد أخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة فضلًا عن بقية دول محور المقاومة وهذه السرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح العملية الباهر. خلافًا لما يظنه البعض، هذا الإخفاء لم يزعج أحدًا في محور المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعًا لأنه كان شرطًا طبيعيًا لنجاح العملية، وليس له أي تأثير على أي قرار لمحور المقاومة، بل إن هذا الأداء من الإخوة لحماس قطع الطريق على الأعداء أن يزيّفوا عن علاقات فصائل المقاومة وأكد أنّ إيران لا تمارس أي نوع من الوصاية على حركات المقاومة في المنطقة”.

نصر الله أوضح أنّ طوفان الأقصى كشف الوهن والضعف والهزال في الكيان، وأن “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت، مؤكدًا أنّ الإسرائيليين اليوم باتوا يؤمنون أكثر من غيرهم بأن “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت، ومشيرًا إلى أنّه مهما فعلت حكومة العدو لن تستطيع أن تغيّر من تداعيات معركة طوفان الأقصى على مستقبل “إسرائيل”.

أمين عام حزب الله لفت في هذا السياق، إلى أنّ هذه السرعة الأميركية لاحتضان “إسرائيل” ودعمها وسندها كشف ضعف هذا الكيان، حيث سارعت الولايات المتحدة للإمساك بكيان الاحتلال ليستعيد زمام المبادرة، وهو لم يتمكن من استعادتها حتى الآن، وتقديم المساعدة والمساندة له بكل الأشكال.

كما أوضح نصر الله أنّه كان واضحًا من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى، أن العدو كان ضائعًا وتائهًا، كاشفًا أنّه عندما ذهبت قوات الاحتلال لاستعادة المستوطنات هي التي ارتكبت المذابح بحقّ المستوطنين وليس المقاومين الفلسطينيّين، مؤكدًا أنّ العالم سيكتشف أن أغلب من يقولون إنهم مدنيون قتلتهم حماس قتلوا بسلاح الجيش الإسرائيلي.

هذا وأشار نصر الله إلى أنّ “من أهم أخطاء حكومة العدو طرح أهداف عالية لا يمكنها تحقيقها، مثل القضاء على حماس”، معتبرًا أنّ “ما يجري اليوم في فلسطين يكشف غباء وحماقة الإسرائيلي، إذ أنّه وخلال شهر كامل لم يستطع جيش العدو أن يقدم إنجازًا واحدًا في غزة.

نصر الله أضاف أنّ معركة “طوفان الأقصى” ستترك آثارها في حاضر الكيان ومستقبله، وأحدثت زلزالًا أمنيًا وعسكريًا وسياسيًا ونفسيًا ومعنويًا لدى كيان الاحتلال، مشددًا على أنّ العدو فاشل ولا يقتل إلا المدنيين والأطفال والنساء، ونهاية المعركة ستكون بانتصار غزة التي ستقول للعدو لن تستطيع من خلال القتل والمجازر أن تصل إلى أي نتيجة على الإطلاق.

كما تطرق أمين عام حزب الله إلى “قرار المقاومة الإسلامية في العراق مهاجمة قواعد الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا، باعتبار أن الأميركي يجب أن يدفع ثمن عدوانه، وهذا قرار حكيم وصحيح وشجاع ومبارك، وسمعنا أمس عن خطوات جديدة في أكثر من نقطة وسيتضح ذلك في الساعات المقبلة”، لافتًا إلى أنّ المسيرات اليمنية ستصل في النهاية إلى المستوطنات في فلسطين المحتلة.

أما بالنسبة إلى الجبهة اللبنانية، فأوضح أمين عام حزب الله أنّها خففت جزءًا كبيرًا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة، حيث استطاعت أم تجذب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان، مشيرًا إلى أنّ ما يجري على جبهتنا غير مسبوق في تاريخ الكيان منذ النكبة وحتى في حرب تموز، إذ تتعرض كل المواقع الإسرائيلية من البحر إلى أعالي مزارع شبعا وتلال كفر شوبا لعمليات هجومية ويومية ومركزة.

نصر الله أكد أنّ العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية أوجدت حالة من القلق والترقب والخوف لدى قيادة العدو وحتى لدى واشنطن، مشددًا على أنّه “لن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود اللبنانية الجنوبية على كل حال، ولو نظرنا إلى ما يجري على الحدود جنوب لبنان بموضوعية سنجده مهمًا وكبيرًا جدًا، قائلًا: “نحن دخلنا المعركة منذ 8 تشرين الأول”.

وأضاف نصر الله أنّ عمليات المقاومة في الجنوب تقول للعدو الذي يفكر بالعدوان على لبنان أنك سترتكب أكبر حماقة منذ وجودك، مشيرًا إلى أنّ هناك قلقًا من أن تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب شاملة، والعدو يحسب لذلك كل حساب، موضحًا أنّ تطور الجبهة الجنوبية اللبنانية مرهون بأمرين وهما: مسار وتطور الأحداث في غزة، وسلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان.

كما أكد أمين عام حزب الله أنّ “كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات، وأقول للأميركيين إنّ أساطيلكم في البحر الأبيض المتوسط قد أعددنا لها عدتها أيضًا، وإنّ مصالحكم وجنودكم وأساطيلكم ستكون الضحية والخسائر الأكبر”، مشددًا على أنّ “من يرد منع توسع الجبهات في المنطقة فعليه وقف العدوان على غزة”.