لبنان - تعبيرية
ما حصل بالقرب من الحدود الجنوبية وإطلاق صواريخ في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية، بحسب مصادر سياسية، ليس بريئًا، حيث قالت لـ”الجمهورية”، إنّه بمعزل عن هوية الجهة التي تقف خلف إطلاق هذه الصواريخ، أكانت فلسطينية أو غير فلسطينية فهي ليست بريئة، بل هي صواريخ خبيثة ومشبوهة، وخصوصًا أنّ كثافة النيران التي أُطلقت، على نحو غير مسبوق منذ حرب تموز 2006، أثبتت بما لا يقبل أدنى شك أنّها صواريخ تستجدي حرباً، أو بالحدّ الأدنى رداً كثيفاً بحجمها.
وأكّدت المصادر لـ”الجمهورية”، أنّ إدراج هذه الصواريخ في سياق تضامني مع الفلسطينيين في مواجهة استباحة المستوطنين للمسجد الاقصى، هو ادّعاء كاذب، فمن يريد أن يتضامن يتضامن علناً، ولا يختبئ في الظلام، خصوصاً أنّ أي جهة لبنانية أو فلسطينية لم تعلن مسؤوليتها أو تتبنّ إطلاق الصواريخ، و”حزب الله” اعتصم بالصمت حيالها.
في أي حال، هي صواريخ كانت غايتها التصعيد. فهل نحن في لبنان مستعدون لهذا التصعيد، وهل نملك أن ندفع كلفة أي تصعيد؟ وهل البنى التموينية والغذائية مكتملة أو موفرة أو جاهزة لمواكبة أي تصعيد، وقبل كل ذلك، هل ثمة مستوصف جاهز، أو مستشفى جاهز ومتوفرة لديه إمكانياته وأدويته وأمصاله ليكون في خدمة التصعيد واستقبال ضحاياه؟
على أنّ هذه المسألة، وكما يعكس الإعلام العبري، لم تنته بعد في الداخل الإسرائيلي، حيث أنّ المستويات السياسية تحذّر من أنّ الاوضاع تسير نحو الحرب. واللافت في هذا السياق، ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، حول أنّ الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة وشملت إطلاق صواريخ على إسرائيل من لبنان، ربما تكون بمثابة صرخة إيقاظ قبل الحرب القادمة.
وأضافت الصحيفة: “إسرائيل تسير نحو حرب قد تكون من أصعب الحروب التي مررنا بها، والأفضل لنا أن نستعد لها بشكل جيد عملياً وعقلياً، ويُقال إنّ اليمين متشائم، لكن هناك طريقة أخرى لفهم الموقف اليميني، وهي الواقعية، لذا علينا أن نستعد مقدماً ونشكر أعداءنا على الإنذار المبكر الذي أرسلوه إلينا من لبنان وغزة وسوريا”.
إلّا أنّ الأكثر خطورة مما تقدّم، هو ما تمّ الكشف عنه أخيراً حول خلايا معادية كانت تحضّر لتفجيرات في هذه الفترة. وقال مرجع أمني لـ”الجمهورية”: “لبنان نجا من كارثة، وأكاد أقول من كوارث، من جراء ما كان يحضّر له من عبوات ناسفة تستهدف مناطق لبنان، ولا سيما الضاحية الجنوبية”.
ولفت المرجع عينه إلى أننا “لا نستطيع أن نختبئ خلف أصابعنا، فالوضع الأمني، والداخلي بصورة عامة، وضع هشّ، ومفتوح على مخاطر، والأجهزة الأمنية والعسكرية على اختلافها تقوم بواجباتها في تعقّب وملاحقة الخلايا الإرهابية والإسرائيلية، وما حققته مخابرات الجيش اللبناني في القبض على واحد من أخطر المتعاملين، في الضاحية”.