الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اللاجئين وترسيم الحدود.. أبرز مهمات الوفد الروسي القادم إلى بيروت

وصل وفد روسي رفيع المستوى صباح اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، على متن طائرة عسكرية روسية.

وضم الوفد شخصيات بارزة من الديبلوماسيين والعسكريين برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية والمبعوث الروسي الخاص ألكسندر لافروتوف، وسفير روسيا في سوريا ألكسندر كينشاهاك في زيارة رسمية الى لبنان تستمر يوما واحدا.

ويجري الوفد خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانيين تتعلق بالبحث في عقد مؤتمر دولي حول اعادة النازحين السوريين الى بلدهم والعلاقات الثنائية بين لبنان و روسيا.

وتتزامن زيارة الوفد الروسي مع انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الأميركية

وتعكس تركيبة هذا الوفد أهمية الزيارة في ضوء الأوضاع اللبنانية الصعبة على الصعد كافة، خصوصاً في ظل الترابط الذي بات قائماً بين الساحتين السورية واللبنانية.

ويتصدّر موضوع عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم ونقل موقع العربية عن مصادر دبلوماسية في موسكومحور محادثات الوفد الروسي في ضوء المؤتمر الذي تُنظّمه موسكو لهذه الغاية والذي كان من المفترض أن يُعقد في دمشق في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلا أنه أرجئ إلى موعد لاحق بسبب تغيير مكان انعقاده كَون كل الدول التي ستشارك فيه رفضت زيارة دمشق.

وأوضحت المصادر “أن روسيا تعمل على نقل مؤتمر اللاجئين السوريين إما إلى سوتشي في روسيا أو إلى نور سلطان عاصمة كازاخستان”.

أما لبنان المعني بالمؤتمر كَونه يحتضن أكثر من مليون لاجئ سوري، فإنه ووفق المصادر الدبلوماسية سيتمثّل بسفيره في سوريا سعد زخيا إذا ما عُقد المؤتمر في دمشق.

تعارض أميركي-روسي
ويأتي عقد المؤتمر في وقت لا يزال الموقفين الأميركي والروسي من حلّ الأزمة السورية متعارضاً ما يُهدد مصير المؤتمر برمّته، وهو ما ألمحت إليه المصادر الدبلوماسية عندما تحدّثت عن غياب الدعم الأميركي والغربي للمؤتمر بسبب التعارض في وجهات النظر مع روسيا في هذا الشأن”.

وتعتبر موسكو “أن الحلّ لأزمة اللاجئين السوريين لا يُمكن فصله عن الحل السياسي الكامل والشامل للأزمة السورية. فملف النازحين جزء من كل، ومتى اتّفقت روسيا مع الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية والعربية أيضاً على مسار الحل السياسي للأزمة السورية، يسلك ملف عودة اللاجئين السوريين طريق الحلّ، لأن تمويله يحتاج لتعاون غربي وعربي لا يمكن لروسيا تخطّيه”.

وأشارت المصادر إلى “أن الدول الغربية ومعها دول عربية وخليجية عدة تعتبر أن لا حلّ سياسياً شاملاً للأزمة السورية قبل تأمين الانتقال السياسي، وهذا ما تصرّ عليه واشنطن تحديداً”.

وكانت موسكو أطلقت مبادرة لتأمين العودة الآمنة للاجئين السوريين، حيث أعلنت عنها بعد أيام على لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في العاصمة الفنلندية هلسنكي في 16 يوليو/تموز 2018. ولاقى الاقتراح هذا ترحيباً من الجانب اللبناني، حيث يحتضن لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري.

وحتى اليوم، لا تزال المبادرة الروسية حبراً على ورق من دون أن تُترجم عملياً على الأرض، في حين أن الأوضاع في الداخل السوري استقرّت أمنياً.

دهاليز الحكومة
وكان من المُفترض أن يرأس الوفد الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف، إلا أنه ووفقا لمصادر الدبلوماسية تم إرجاء زيارته إلى بيروت إلى ما بعد إنجاز الاستحقاق الحكومي، أي بعد أن تنال حكومة الرئيس سعد الحريري ثقة المجلس النيابي، فتكون زيارته بمثابة رسالة دعم للحريري ولبنان عموماً.

وفي الإطار، أشارت المصادر الدبلوماسية في موسكو إلى “أن روسيا تدعم مهمة الرئيس الحريري. فهو صديق تاريخي للكرملين ويحظى بإحترام وتقدير الرئيس فلاديمير بوتين. وعلاقة آل الحريري بالمسؤولين الروس تعود جذورها إلى أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي كانت ولا تزال مميزة ومتينة”. ورجّحت المصادر “أن تحصل زيارة لافروف في أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل”.

وتتزامن زيارة الوفد الروسي مع انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من أجل حلّ النزاع الحدودي بين البلدين من أجل بدء عمليات التنقيب عن النفط والإستفادة من الثروات الطبيعية.

وتولي موسكو اهتماماً خاصاً بملف الغاز في لبنان، لاسميا أن شركة “نوفاتيك” الروسية فازت إلى جانب شركتي “إيني” الإيطالية و”توتال” الفرنسية بتراخيص لاستكشاف النفط والغاز قبالة سواحل لبنان.

وفي الإطار، أفادت المصادر الدبلوماسية في موسكو “أن العلاقة بين روسيا وإسرائيل مميزة وعززتها العلاقة الشخصية التي تربط الرئيس بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وموسكو حريصة جداً على أمن واستقرار إسرائيل، وهي تدعم اتّفاقيات السلام القائمة في المنطقة، من هنا تُرحّب بمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، لأنها برأيها خطوة من شأنها تثبيت الاستقرار والأمن في المنطقة”.

سفير روسيا في إسرائيل إلى بيروت
وفي الإطار، كان لافتاً المعلومات الواردة عن أن موسكو نقلت سفيرها في إسرائيل ألكسندر روداكوف إلى بيروت ليكون سفيراً معتمداً مكان السفير ألكسندر زاسبكين.

وأوضحت المصادر الدبلوماسية “أن السفير روداكوف كان سفير روسيا لدى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وليس إسرائيل. وهو أمضى سبع سنوات في الضفة الغربية سفيراً لموسكو ويُعدّ من الدبلوماسيين المميزين ويتقن اللغة العربية بشكل جيد جداً”.

    المصدر :
  • العربية