الأحد 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أجندة إيرانيّة في معركة عرسال… و”حزب الله” يعبّد الطريق

بينما يستعد الجيش اللبناني لعملية عسكرية في تلال عرسال لطرد مسلحين متمركزين على الحدود السورية، يبرز الحديث عن أطماع “حزب الله” ومن ورائه داعموه في إيران في هذه البلدة كون السيطرة عليها تضمن طريقا ممتدا من طهران عبر العراق والأراضي السورية إلى ضفاف البحر المتوسط.

فالبلدة الاستراتيجية تمثل جيبا سنيا وسط منطقة شيعية خالصة، وتضم ما يقرب من مئة ألف لاجئ سوري، وقد مثلت حجر عثرة في أوقات عدة أمام “حزب الله” لبسط نفوذه التام على المنطقة.

وللبلدة حدود طويلة ومتداخلة مع سوريا غير مرسمة بوضوح وفيها وعليها العديد من المعابر غير الشرعية.

وذكرت مصادر أمنية أن الجيش اللبناني الذي حشد جنوده من أجل ما وصف بمعركة عرسال، ينحصر دوره في منع تسلل المسلحين المتشددين في سوريا إلى داخل العمق اللبناني.

وسيكون هناك مخاوف بشأن الضحايا المدنيين من اللبنانيين والسوريين إذا اخترق المسلحون عرسال، أو جر الجيش لمعارك داخل المنطقة، حسبما توقع الخبير العسكري إلياس حنا لوكالة أسوشييتد برس.

والعلاقات بين اللاجئين والجيش اللبناني مازالت متوترة بسبب مداهمة وقعت يوم 30 حزيران، أسفرت عن اعتقال 355 لاجئا، ولاحقا مات أربعة منهم أثناء احتجاز الجيش لهم.

وتتمركز عناصر لجبهة النصرة التابعة للقاعدة وأخرى لتنظيم “داعش” في بعض تلال عرسال، وهو ما يعتد به “حزب الله” للمشاركة في المعركة، في وقت يخفي أطماعا بالسيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية لصالح رعاته في طهران.

ويتخوف كثيرون من تورط الجيش اللبناني في الصراع السوري ولصالح أجندة “حزب الله” التي تنفذ حرفيا الطموحات الإيرانية في المنطقة.

وإذا تمت السيطرة لـ”حزب الله” على عرسال، فإن الطريق من إيران مرورا بالعراق ثم سوريا إلى لبنان يصبح تحت سيطرة طهران، مما يخلق وضعا استراتيجيا جديدا في المنطقة ويسهل من إرسال الإمدادات الإيرانية لـ”حزب الله”، وربما يتم تغيير التركيبة السكانية في البلدة تحت وقع المعارك بما يضمن استتاب النفوذ الإيراني.

ويقدم “حزب الله” الذي تسانده إيران دعما عسكريا حاسما للأسد في الحرب وهو دور أثار انتقادات شديدة من خصومه اللبنانيين ومنهم رئيس الوزراء سعد الحريري.

وطالما أعلن لبنان سياسة البقاء على الحياد في الأزمة السورية، حفاظا على نسيجه الداخلي الذي يعتريه خلاف واضح بين تيار مدني يعارض نظام الأسد، وآخر ميليشياوي متمثل في حزب الله الداعم له.

لكن دخول الجيش اللبناني في عملية عسكرية إلى جانب حزب الله، يعرض سياسة الحياد اللبنانية للخطر.

 

المصدر سكاي نيوز عربية