الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أزمة التشكيل مرشّحة لمزيد من التعقيد!

لم تكفِ لبنان ظلمة النفق السياسي، الذي أدخله فيه تعنّت حزب الله بإصراره على توزير سُنّة 8 آذار، بل بات مهدداً، بين ساعة وأخرى، بالدخول في ظلام ليل حالك السواد، يُرخي سدوله على مناطقه كافة، نتيجة انقطاع الفيول، أمس الأحد، عن مجموعتي إنتاج الكهرباء الرئيسيتين في معملي الزوق والجِّيِّة، بالتزامن مع صاعقة ضربت التوتر العالي بين الزهراني وعرمون، فضلاً عن إضراب شامل مرتقب، لوّحت به الهيئات الاقتصادية، في حال استمر تعطيل تشكيل الحكومة… حالٌ شخَّصها البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظة أمس، إذ قال: “هي ظلمة الضمائر المأسورة بالمصالح الشخصيّة والفئويّة والمذهبيّة والولاءات الخارجيّة”.

وفيما لايزال حزب الله مصمماً على تحصيل حقوق حلفائه السُّنَّة من دون أن يكلفه أحد بذلك، تبدو أزمة تأليف الحكومة مرشّحة لمزيد من التعقيد. فالرئيس المكلف سعد الحريري ليس في وارد القبول بتوزير سُنِّيٍّ من خارج كتلته البرلمانية، يُسانده في ذلك رئيس الجمهورية ميشال عون، الرافض أيضاً تمثيل النوّاب السنة المستقلين في الحكومة العتيدة، لأنهم لا يمثلون كتلة نيابية، الأمر الذي أغضب حزب الله فقطع خطوط الاتصال مع قصر بعبدا.

ولم تقف دائرة رفض توزير سُنّة 8 آذار عند الرئاستين الأولى والثالثة، بل اتّسع محيطها ليشمل التيار الوطني الحر وأطرافاً سياسية أخرى، إضافة إلى تيار المستقبل، ما جعل الوصول إلى مخرج مقبول أمراً متعذراً، في المدى المنظور على الأقل، حسبما أبلغت “السياسة” أوساط التيار الوطني الحر، مشدّدة على أن الرئيسين عون والحريري ثابتان على موقفيهما، والكرة في ملعب الفريق الآخر.

من جانب آخر، تتحضّر الهيئات الاقتصادية للاعتصام هذا الأسبوع، تمهيداً لإضراب شامل، في حال استمر تعطيل تشكيل الحكومة، ما يعني أن المناطق اللبنانية كافة مهددة بالظلام، خصوصاً بعد إعلان “شركة كهرباء لبنان” أمس، أنها اضطرت، بسبب نقص الفيول، إلى توقيف مجموعتي إنتاج الكهرباء في معملي الزوق والجِّيّة، وتخفيض حمولة مجموعتين أخريين في الجِّيّة، وبالتالي سينخفض الإنتاج بمقدار 320 ميغاوات، إضافة إلى الأضرار التي خلفتها صاعقة ضربت خط التوتر العالي بين الزهراني وعرمون، فتوقف على إثرها كل معامل إنتاج الكهرباء، فيما تتابع شركة الكهرباء إصلاح الأعطال.

 

المصدر السياسة الكويتية