الأحد 3 ذو القعدة 1445 ﻫ - 12 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أزمة الكهرباء شرّعت البدائل.. طلب مرتفع على أنظمة الطاقة الشمسية

رانيا غانم
A A A
طباعة المقال

وصلت أزمة الكهرباء في لبنان إلى أوجّها، وغرقت البلاد في الظلام الدامس مدفوعًا بالانهيار الاقتصادي والمالي. فحتى المولدات الخاصة الذي كانت البديل لأكثر من ثلاثين عامًا لم تعد متاحةً بسبب أزمة شح المازوت، ما دفع الأفراد للبحث عن بدائل للحصول على الطاقة الكهربائية وأبرزها أنظمة الطاقة الشمسية لمن استطاع إليها سبيلا.

كان اللجوء إلى الطاقة الشمسية رفاهية منذ عشر سنوات لكن الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية بدأ بالإرتفاع بسبب كثرة تكاليف الطاقة الأحفورية التي تعتمد على الوقود إلى أن تحوّل إلى حاجة ملحة جدًا وخيار لا بد منه اليوم.

الأمن الطاقوي الفردي

ويقول بيار خوري، رئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة لـ”صوت بيروت إنترناشونال”: “ثمة ارتفاع في الطلب على أنظمة إنتاج الطاقة من المصادر البديلة للوقود كالشمس والرياح”، مؤكداً تزايد الطلب من قبل الوحدات السكنية (Residential) على أنظمة الطاقة الشمسية بسبب انقطاع الكهرباء ويقول: “لطالما تحدثنا عن أمن طاقوي للبلاد لكننا اليوم بصدد ظاهرة الأمن الطاقوي الفردي، حيث يحاول الناس الإعتماد على أنفسهم لتأمين حاجتهم من الطاقة عبر طرق متعددة”.

فقد ارتفع الطلب بنسبة 1500 في المئة، بحسب خوري. وهو ما أكّده أمير قطرنجي الذي يستورد أنظمة الطاقة الشمسية ويبيعها. ويقول: “ارتفع الطلب على منتجاتنا المستوردة بنسبة 400 في المئة”. ويشير إلى أن غالبية الزبائن هم من الأفراد حيث تواجه الشركات مشكلة ضيق المساحة المتوفرة لدى معظمها، والتي تحول دون تركيب ألواح الطاقة الشمسية. ويتركز الطلب على الأنظمة التي تولد كهرباء بقدرة 5 أمبير و10 و15 أمبير، بحسب قطرنجي.

الطلب رفع الأسعار

وأدى تزايد الطلب إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 20 في المئة بحسب خوري. لكن قطرنجي يعتبر أن ارتفاع تكلفة الشحن ساهم في رفع الأسعار بشكل ملحوظ. ويدفع المشتري ثمن هذه الأنظمة بالدولار النقدي كونها مستوردة. فنظام الطاقة الشمسية يتألف من ثلاثة أجزاء هي الألواح الشمسية (panels) والمحولات (inverters)، التي تأتي من الصين وأوروبا والبطاريات التي تستورد من الصين والهند وأوروبا.

طاقة السوق محدودة

ويعتبر خوري أن طاقة السوق الحالية غير قادرة على تلبية هذا الطلب المتزايد، لافتاً النظر إلى أن “السوق لم يكن حاضرًا لهذا الطلب المفاجئ وآلية عمل الشركات المستوردة لمكونات انتاج الطاقة الشمسية ليست جاهزة، فمن كان يستورد مئة قطعة لن يستطيع تأمين ألف قطعة الآن”.

لكنّ خوري يؤكد أن هناك شركاء جدد في هذا القطاع، فالكثير من المستثمرين في القطاع العقاري والقطاعات الأخرى يستثمرون أموالهم في الطاقة الشمسية. وتوقع أن يزيد استيراد هذه الأنظمة في المرحلة المقبلة ما يعزز التنافسية وبالتالي قد يؤثر على الأسعار.

تحدي النوعية

يحاول الأفراد أن يحسنوا الاختيار أمام المنتج الجديد وعدم الوقوع في فخ التجّار المبتدئين. ويعتبر خوري أن “النوعية” هي التحدي الأبرز الذي يواجه المشتري، حيث لم يعد هناك مراقبة ما يفرض مواجهة أعطال بعد فترة وجيزة لبعض البضائع التي تدخل السوق بفعل زيادة الطلب والفوضى العارمة. ويقول قطرنجي: “لا نشتري الأجزاء غير المكفولة تفاديًا للمشاكل في المستقبل”.

ووصلت القدرة الإنتاجية المركبة للطاقة الشمسية في لبنان إلى 100 ميغاوات، حيث نمت سنويًا بنسبة 150 في المئة بين عامي 2010 و2020 بفعل جهود أهل القطاع، لكنها ستنمو أكثر الآن بفعل الأزمة، بحسب خوري.